السبت، 2 يناير 2016

Khaled Elvadhel وداعا إلى الأبد يا 2015!


لن نقول لك إلى اللقاء،لأنك ببساطة شديدة لن تعودي أدراجك،حتى لو قام كل البشر بتعطيل ساعاتهم اليدوية والرقمية قبل منتصف الليل،فلا أحد يستطيع أن يوقف دوران الأرض،أو أن يطفئ لهيب الشمس بدموع الحنين،إن أعمارنا في هذا الزمن الضخم تشبه
الثانية في سرب من القرون،وأجسادنا الضئيلة في هذا الكون الشاسع تشبه النقطة في مجلد كبير.
أرحلي أيتها الأحلام،ونامي هناك على وسادة الوطن القاسية،لقد مللنا من حملك في جيوبنا الصغيرة،فطعمك في الخيال لذيذ كالعنب،لكنه في أزقة الواقع كطعم المسامير الصدئة،يا 2015 هذا بعض حصادك:
أغرب جملة سمعتها فيك،أنك يا 2015 سنة للتعليم،لقد بكت الفيزياء بشدة حينما مثلوا بجثتها أيام الباكلوريا
أقسى نكتة سمعتها فيك هي تصدير الكهرباء،لقد انقطعت الكهرباء ليلة البارحة عن سماء العاصمة فضحكت المصابيح في شوارع داكار ورقص القمر
أفضل موظف مثالي فيك كان الأمل،لقد كان حاضرا عند كل دمعة تسقط على خدودك الوردية
يا 2015 اخرجي بهدوء من أعمارنا حتى لا يطعنك أحد العاطلين عن السعادة بخنجر حاد انتقاما لنفسه من الإنتظار،فقلوبنا لم تعد آمنة كأحياء العاصمة.
على المستوى الشخصي،لا شيء مثير قد تحقق،سوى التعرف على مقاطعتين من الوطن واكتساب بعض الأصدقاء وخسارة صديق آخر في ظروف غامضة،واستصدار جواز سفر والتفكير المكثف في الهجرة إلى نيوزيلاندا أو إلى مدغشقر،وفي مجال المال والأعمال قمت بشراء بقرة حلوب وهي اول بقرة كانت في حياتي رغم أنني ولدت داخل "لمراح"،وكذلك اشتريت قطعة ارضية صغيرة من مساحة الوطن الشاسعة،حتى اسكن أنا فيها وأطفالي الذين لا يزالون ينتظرون الماما التي تأخرت كثيرا،كأنها قادمة برفقة التنمية والتناوب السلمي على السلطة.
الحمد لله لا أحمل ضغينة لأحد،ولا ديون على ظهري باستثناء نصيبي كمواطن من ديون موريتانيا الكثيرة،صحتي جيدة والحمد لله مع أنني لا أعرف فصيلة دمي،شكرا لكل زبناء هذه الصفحة المتواضعة جدا واتمنى لهم من كل قلبي عاما مضيئا وخصبا،واعتذر عن كل تقصير حصل مني طيلة العام المنصرم،وهذه الليلة لا أريد سماع الثناء بل النقد لوحده ومهما كانت قسوته،فقولوا ما بدا لكم.
هنا نواكشوط الشمالي(الحي الإداري)،والكهرباء مقطوعة كما يبدو،وأنا سأحتفل مع الناموس الذي بدأ يزغرد بقدوم العام الجديد 2016،هذا الزمن يركض بسرعة 16 عاما اصبحت تفصلنا عن 2000 شيء عجاب،كل عام وأنتم بخير والساعة تشير إلى 22:07 ساعة و 53 دقيقة تفصلنا عن 2016 دمتم بخير

ليست هناك تعليقات :