الجمعة، 19 يونيو 2015

Khaled Elvadhel العاطلون عن العمل ورمضان!


العاطلون عن العمل ورمضان!
العاطلون عن النوم،عيونهم من الزجاج لا يتسلل النعاس إليها إلا عندما يدخل وقت الصلاة،وأنا واحد منهم،أنام بعيد السحور وعندما تشرق الشمس يهرب النعاس من عيوني،كمفلس تطارده دفاتر الديون،ولا يعود إلا قبيل صلاة الظهر!
البطالة تشجع على الكسل،والكسل يشجع على الأحلام،والأحلام تشجع على النوم،والنوم يشجع على "حب الوطن"!
النوم الجماعي!
إنه فن يتقنه الموريتانيون في البيوت المغلقة والأماكن العامة والمساجد...اذكر مرة كنت أتقاسم السكن مع جوقة من الشباب رؤوسهم باردة جداً كقمم جبال الجليد،وجميعهم كانوا يبحثون عن العمل،رغم أن العمل لم يكن يبحث عنهم!
كانوا يقيمون ليالي رمضان بلعب الأوراق،وهي لعبة أخترعتها هندية لتسلي زوجها وتجعله يكف عن العبث بلحيته الكثَّة!
المهم أنني كنت أدخل المطبخ وهم نائمون نائمون،لا يشاركونني في إعداد الفطور و"بناء الأجسام"،وكان زعيمهم يستيقظ بصعوبة وينبطح أمام التلفاز ويستولى على "تل كوماند" ليتنقل بعدها بين المسلسلات والبرامج الطازجة،المهم أنني قررت فرض حصار من الملل عليهم،فكنت أعمد إلى العلبة التي توزع الكهرباء على التلفاز ومتعلقاته وانتزع "VISIBEL" وهو بطارية متناهية الصغر-وهذا سر-فيصعب عليهم تشغيل التلفاز،وعندما يسألونني أقول ربما هناك مشكلة،وعندما تنتهي مراسيم إعداد الفطور ويتأكد لي أن "تل كوماند" أصبحت في يد،ميول صاحبها تقارب ميولي،أقوم وبشكل سريع وغامض بإعادة "VISIBEL" إلى مكانه!
أنا لا أدعو لسياسة لي الذراع و"التعباس" مع هذه الفئة العريضة من المجتمع،فقلما يخلو بيت موريتاني من عاطل أو عاطلة،لكنني أدعو هذه الفئة إلى النزول للمطبخ والإقتراب من "لماعين" وذلك أضعف الإيمان في هذا الشهر الفضيل!
من الجهاز،وهنا أطار(أدباي)،ورياح "أريفي" اليوم لم تكن مسالمة وكذلك الشمس لم تكن محتشمة،لكن كل ذلك لا ينقص من جمال هذه المدينة قيد أنملة...والساعة الخامسة و3 دقائق..
تقبل الله صيامنا وصيامكم وضاعف لنا ولكم الأجر

ليست هناك تعليقات :