وجوه بائسة وعيون واجِمة وأرواح ترضع يباب الأمل، شبابنا عاطل عن العمل والحياة، أحلامِنا ضائعة في ثنايا الحاضر والمستقبل، جل الشعب يلتحفون فضاء السماء ويلفون
أجسادهم وأجساد أبنائهم الغضة برمال بضّة لا تسمن ولاتغني من جوع.
في مثل هذا الوضع لا شك أن البلد في قابلِ زمانه مقبل على مخاض عسير وتغييرات اجتماعية كبيرة وعميقة، تاريخ جديد يُكتب الآن في صفحات الغيب، تكتبه أقلام مشبعة بحبر الاستقطاب الشرائحي المتسارع، ويُمحصه التدمير الممنهج لقيم المواطنة والعيش المشترك والسلم الأهلي والاجتماعي، التعصب العرقي مُمثّلا بولد أعبيد وولد أحمد عيشه، "الشذوذ" الفكري ممثلا بجمعية أحباب "...." وولد داهي، النظام الفاسد ممثلا بالزمرة الحاكمة وجنرالات الجيش الوطني، هذه الأدواء وحدها كفيلة بإنهاك البنية السياسية والاجتماعية لأي بلد في العالم، مهما بلغ انسامجه وقوته، ياليت قومي علموا أن "البيضان" أكبر من جلباب ولد أحمد عيشه، وأن "لحراطين" أعمق من جيب ولد اعبيدي، وأن الدين بَرَاء من سماجة ولد داهي، وأن الوطن ليس رهينة بيد جنرالات الدعارة والمخدرات. يا قومُ ليس لنا بديل عن ثقافة التسامح والمصالحة والسعي الحثيث لنشر الوعي والتعليم وتحسين الظروف الاقتصادية لكافة مكوّنات الشعب الموريتاني عامة "ولحراطين" على وجه الخصوص، هذه وحدها ما سيجنبنا الاصطدام بالصخرة الكأداء التي تجثم في عمق القاع منتظرة لحظة وقوعنا عليها، وما أعظم "حماقتنا" ونحن نلقي بأنفسنا طواعية على على صفحتها.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق