لاتزال ذائقتنا الشعرية تحتفظ بشيئ من جنون شعر الأستاذ :محمد ولد الطالب.
اضْحكي لي ثم اطلبي ما تشائي
زرقةَ البحرِ أو نجوم السماء
اضحكي لي وحطمي كل قيد
حرريني من لوعتي وشقائي
من جنوني .. وحيرتي .. وشكوكي
من هروبي .. ووحدتي .. وانزوائي
من مئات القرون أحمل قلبي
باحثا عنك في دروب البهاء
صامدا في وجه الأعاصير أشدو
وفؤادي ممزق الأحشاء
اضحكي لي ولا تخافي عناء
لذة الحب في جحيم العناء
في دموع العشاق تخلق نهرا
زاخرا بالأصداف والأرزاء
في الليالي تَلُفّنا في ظلام
فيطيب الحديث بعد العشاء
حدثيني عن كل شيء فإني
متّ شوقا لهذه الأشياء
حدثيني عن ثوبك الأحمر السا
رق ألوانَ طيفه من دمائي
حدثيني عن شهرزاد وأحلى
ما حكت عن أبطالها التعساء
حدثيني عن سندباد يناجي
حلمه فوق موجة عمياء
عن ملوك الدنيا .. وقهر الضحايا
عن تعاطي الكؤوس بين الإماء
عن رؤى قيصر الكبير وكسرى
وعن المنذر بن ماء السماء
عن فتى عبس والذي عاش يهوى
وينادي ديارها بالجواء
حدثيني فالصمت أحرق حبي
ورماني في قبضة الإعياء
وسنمّار عاش بين حروفي
واقتسمنا معا فظيع الجزاء _
حين أفصحت عن هواك لديهم
طردوني من خيمة الأنبياء
ثم قالوا : يا شاعر الحب دعنا
هكذا حقدهم على الشعراء
أنا لما داست عيونك عيني
كنت أرنو فيها لبعض العزاء
جرحتني مخالبي .. مزقتني
أنا جرح في الصخرة الصماء
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق