طـفـيلـيـــون فــي الـتـلـفـزيـــون !
اشتهر الطفيليون في التراث العربي القديم بأنهم قوم فضوليون متسكعون، يحشرون أنفسهم على كل مائدة بين الأنام... ويزاحمون بالمناكب دون دعوة على كل طعام... وقد قيل كثير عن ظرفهم وطرائفهم وطمعهم
وخفتهم، ورقة دينهم وأخلاقهم وإملاقهم... واشتهر أيضاً الطفيليون في التراث الإعلامي الموريتاني هذه الأيام بأنهم قوم يحضرون كافة المؤتمرات، ويتسابقون إلى كافة الندوات والملتقيات والمبادرات وورش تكوين المكونين، والندوات التلفزية المباشرة، وغير المباشرة، والعامة والخاصة... فتراهم في النشرة متربعين في ندوة عن الأمومة والطفولة... وبعدها رأساً في ملتقى عن اقتصادات البنوك الربوية أو الإسلامية... ليتجهوا رأساً إلى اجتماع عاجل لمبادرة منسحبين عن أحد الأحزاب المغضوب عليها... وما أن تنتهي هذه حتى ييمموا وجوههم إلى ملتقى تنظمه جهة دولية عن الصحة النفسية والإنجابية، وأهمية تطعيم الكبار، وتكبير الصغار، وفك المربوط وربط المفكوك... وأما إن كانت الندوة عن إحدى القضايا الوطنية، فذاك مكانهم... وإن كانت عن إحدى القضايا غير الوطنية فهم أبناء بجدتها وفارس كلمتها المفوه وجذيلها المحكك المتحكك... وإن كان اللقاء عن الأدب والتراث، ولحن العوام والملحون والملحوم، فلا تسأل عن حضورهم، فهم الحضور، والحاضر، والمحاضر... وإن لم يكن للملتقى عنوان أو موضوع وإنما هو خطى كتبت على أصحابها فمشوها، ومن كتبت عليه خطى مشاها... إن كان ذاك فالتمسوهم في عشره الأوائل، فهم العنوان وهم الوضع والموضوع... هوساً بالأنس والرفقة وإدماناً للألفة، رغم كثرة الانشغال والمشاغل... ما شاء الله... اللهم لا حقد ولا حسد... نعوذ بالله من هذر اللسان... لأنه ثعبان... الله المستعان.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق