الاثنين، 5 يناير 2015

Khaled Elvadhel ‏ وميض الحياة!


وميض الحياة!
في ليالي الشتاء يتنزل البرد من أعالي القطبين ليفرض حظر التجوال،ويترك القمر وحده يعاتب المدينة على نومها المبكر!
وفي ثلث الليل الأخير،لا يستيقظ عادة سوى
الأتقياء الأخفياء والمرضي والفقراء الذين لم يجدوا لحافاً غليظاً يقيهم أشواك البرد الحادة والحيارى في تيه الحياة واللصوص والقتلة والعشاق وما أقلهم في زمن المشاعر الرقمية وأنا!
فقد أيقظني فأر طموح،أدرك بفطرته أنه لن يجد قوت يومه إلا إذا نام البشر،لقد أحدث جلبة بالمقربة من رأسي،لقد كان المسكين يسبح في إناء صغير،فيه بعض من بقايا "كرتَ والنبق"،كنت أتناولها صباحاً
أخذ الفأر حبة من "كرتَ"وأخذ يسحبها بصعوبة،صوبت مصباح الهاتف نحوه،تماسك الفأر ولم يلذ بالفرار كان متشبثا بحبة "كرتَ" مهما كان الثمن،كان وميض عيونه يعكس بجلاء إرادة البقاء!
ودعته وقد إختفي في تشققات الجدار،ربما حبيبته وصغاره ينتظرناه بلهفة،عندما يعود إليهم ويخاطبهم "السيولة تبان تعبانَ والحال متكهرب" لم أجد سوى حبة من "كرتَ" لكن الحمد لله
أثناء ذلك وقبيل الفجر قلت في نفسي:ربما لياقة السيدة الفاضلة موريتل موبيل عالية الآن سأوقد الجهاز وأتصفح الأنترنت فعلتها!
وربما تسرب وميض الجهاز من حافة الباب السفلي،وربما أبصره أحدهم،وربما حدثهم صباحاً،بأنه رأى نوراً ينبعث من غرفتي في ثلث الليل الأخير،وربما قالوا أنني "صالح من الصالحين"،وأن هالة من السمو الروحي تحفني،وهكذا تولد الأساطير!
شكرا للفأر!
لأنه أيقظني لصلاة الصبح،وجعلني أشاهد ولادة النهار من رحم الليل وفيها من الحكمة ما فيها!
ولأنه علمني الكفاح والشجاعة!
وهذا ما كان سيقوله الفأر،لو أنه عقد مؤتمرا صحفياً هذا إن لم يقم بقضم المكروفون بأسنانه،فما هي أهمية الكلام إذا كنا نشعر بالجوع!
ساعتي البيولوجية تقول أنها 4 فجراً والساعة الميكانيكية تقول أنها 8 صباحاً و16 دقيقة بتوقيت لعيون
والمبادئ ووزارة التعليم يشعران بالتعب والنعاس!

ليست هناك تعليقات :