نحـــنُ... و الزمن
تواضع الناس على جملة من التحديدات فيما لا يمكن حده والتعريفات فيما لا يمكن تعريفه وجزفوا وجازفوا و كيفوا وكالوا ما لا كـَــمَّ ولا كيف له .ولكنهم اتفقوا على جُلِّه و اختلفوا على أَقَلِّهِ و من ذلك
حساب الزمن لتفسير الصيرورة وكيل المستور، ومحاولة استكناه المقدور ، فارتبط الزمن عندهم "بالشيء المسلَّم به " .لا تدَّعي أمةٌ و لا حضارةٌ "اكتشافَ الزمن" و لا اختراع مفاصله من اليوم للأسبوع ولا "عدة الشهور" لكنها "قد" تختلف في شمسيتها من قمريتها حسب الانبهار البِدْعِيِّ البدْئيِّ بأحد الكوكبين إشراقا و أفولا أو بسواهما من الظواهر.
وتختلف الأمم العريقة عن البدائية من حيثُ العلاقة التي تقيمانها مع ظرف الزمن،حتى أنه يمكن قياس علاقتهما بالتاريخ من خلال أسبقية إحداهما في تسميتهما الأيام و الشهور...
إن الاحساس بالزمن يدفع إلى كيله لاستغلاله في انجازٍ مَا للتفرغ لأمرٍ ما؛ وعدم الاحساس به ينفي الوجود لأن الانجاز هو الدليل الباقي على مرور أمة أو فاتح أو نبي بهذه الأرض أو تلك.
و الإنجاز المادي أو الفكري الخارق هو الوَسْمُ الذي يحفر على جبين الزمن نقطةَ انطلاق مضمارِ سباقٍ يحدد ما قبله وما بعده ( الميلاد / الهجرة/ الميجي/ الثورة الفرنسية...إلخ)
و الزمن وعاء افتراضي محايد ، لا يتطير منه سوى العاجزين عن فهمه ، فتراهم متحسرين على انقضاء سنة طبيعية أومتخوفين من قدوم أخرى كبيسة... و ما طبعها أو كبسها سوى عجزهم..
من هنا فالسنة الإفتراضية 2015 هي ما سنفعله فيها و بها ـ إن كتب الله،كما نرجو، أن نعيشهاـ لا ما ستفعله بنا...
فلنسع لأن تكون خيرًا فعلناهُ و مكسبا للناس أنجزناهُ من أجل تثبيت دعائم العدل الذي يزهق الباطل و المساواة التي تنفي الغبن والأخوة التي تمحو التراتب و الحرية التي تجُبُّ العبودية و الحب الذي ينفي الكراهية و الكفاية التي تنفي الحاجة...
ما ضرَّ لو جعلوا العلاقة في غدٍ **بين الشعوب مودة و إخاء
(أحمد شوقي)
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق