الثلاثاء، 4 يونيو 2013

يوم وليلة من عناق السراب .. ...


يوم وليلة من عناق السراب .. ...
كالعادة رن هاتفي رنته العادية وفي وفت عادي فاستقبلت الإتصال بطريقة عادية كأي إتصال عادي لكن المفاجأة ليست عدية أبدا بل كانت مدوية -وصل المعتقلان الى أرض الوطن- !! عفواماذا قلت ؟لم أسمع !كرر المتصل بصوت صادح :عاد المعتقلان الى أرض الوطن ..! كانت لحظة خيالية توقف دماغي عن التفكير تسارعت دقات قلبي وعلى صوتهاوكأني بقلبي صار مثل الدف يقرع في مناسبة كبيرة ، لم أعد أستطع أن أدخل رقما في هاتفي ولاأكتب حرفا في جهازي الذي لاشك لوكان يستطيع الكلام لقال مابك ؟ ما الخطب ؟ لتبدء ملاين الأسإلة في التدفق على دماغي وكأنها كريات دم ...!
أتساأل أيعقل هذا أبهذه السرعة تكللت حهودنا بالنجاح ؟ كيف سيكون منظرهم ياترى؟ ماهي أول كلمة سينطقون بها ؟ كيف سيكون إنطباعهم وهم الخارجون للتو من جحيم اغونتنامو ؟ هل ستنسيهم فرحة العودة الى ديارهم وملاقات ذويهم مرارة عقد من النسيان عفوا من الزمن لاقوفيه من التعذيب والإهانة في العرض والدين مالا يمكن أن يتصوره ابليس ؟............ ؟ ليبدأ خيالي في رسم خرائط الإبتسامة والغوص في بحور الدموع المهراقة فرحا، بدأت مخيلتي تمشي مع المعتقلين على ذالك البساط الأحمر المنسوج من دم وعرق المعتقلان لترى الإبن يعانق أمه ! عفوا رحم الله الأم التي ..!!لترى الأب يعانق إبنه وإبنته ! الأخ يعانق أخاه وأحته وخاله وعمه ...... في مشهد اتراجدي حزين ومفرح أليم وسار مبكي مضحك ! لأستيقظ من رحلة التفكير تلك على وقع رنين هاتفي إتصال لاعلاقت له بالمضوع ! أحد الأصدقاء :إنت عند الدار ؟ إعشاكم شنه ؟لا أتذكر الإجابة التي رددت بها عليه المهم إنقطع الخط لأكتب العبارة التالية على صفحة المعتقلين : وعاد المعتقلان الى أرض الوطن ! وبعدها حاولت الإتصال بأشخاص متقرقين وجمعت منهم بعض الأخبار التي حصلوا عليها من مصادرهم -الموثوقة !!والمتفرقة ، شخص يؤكد وصول المعتقلان وآخرين يؤكدون أن أحدهم قدوصل بالفعل وآخرون يشككون وهناك القلة من المتشائمين الذين ينفون الخبر جملة وتفصيلا لأعود وأكتب العبارة التالية :عاجل أحمد ولد عبد العزيز يعود الى أرض الوطن !!تمر الدقائق والشئعات -المنتشرة في مواقع ألكترونية وقنوات فضائية كانت كلها كاذبة حاطئة - سريعا في يوم وليلة من الضباب والرياح والحر... ليصدمنا المتحدث الرسمي بسم البنتاكون أمريكا لم تسلم أي سجين لأية جهة منذ مدة .... لأكتشف كالجميع أني كنت في عناق حميم مع السراب !

ليست هناك تعليقات :