الجمعة، 21 يونيو 2013

ناجي محمد الإمام لماذا نقبل في الثقافة فسطاطين؟؟؟

لماذا نقبل في الثقافة فسطاطين؟؟؟
__________________________

من ثمانية أشهر على الأقل ، وفي الفترة التي كانت حلقات الفضاء الثقافي "الرحب" تستضيف العبد الضعيف على مائدة الصديق الشاعر الدكتور الشيخ سيد عبدالله،إتصل بي أغلب الأصدقاء من الوطن ومن خارجه، وقد فاجأني ، وهذا من تجليات الحقبة ، أن الكثير من القامات الفكرية العربية تتابع إعلامنا المرئي، إن لم يكن مباشرة، فعن طريق شبكة التعالق الدولي، كاليوتوب، و شبكتنا الجميلة ،التي أحيي القائمين عليها" [با اللوار]، وقد أسعدني هذا التعالق الرائع معهم، ومع أبنائنا المهاجرين في كل الأصقاع، ولفتني أحد أبنائنا البررة وحيدا يتمتع بالشعر وديمي و التدنيت في سيدني بأوستراليا، ولأنني أعرف بالممارسة الرحلة من باريس إلى دبي أو كاراتشي وكم يسيل تحتك من ماء المحيطين الهندي و الهادي لتصل إلي ملبورن أو سيدني،أو تواصل الرحلة مثلما فعلتُ ، مرَّات، إلى 1700 كلم شرقها في كالدونيا الجديدة حيث آخر مستعمرة فرنسية على بعد 20000 من باريس...
وكان اتصال هذا المهندس الذي يعمل في شركة نفط إمريكية عملاقة و يقرض الشعر و يحن إلى أرض القريض، مثاراً لأحاسيسي و مشاعري الفياضة.

ولكن اتصالا هاتفيا من صديقنا الصحفي الرائد محمد فال ولد عُمير ،كان له مدلول خاص أبسطه أنه شهادة من شاهد على مرحلة بل أحد روادها وصاحب قلم تتفق معه أو تختلف ، ولكنك لا تملك إلا أن تطرب لجودته و تقرَّ بريادته...

ولأنه.. كتب رأيه في جريدته وتدوينته عل موقع "كريدم" في حينه،فلم أطلع عليه قبل الأمس، أي بعد مضي ثمانية أشهر عدةً...مما استدعى مني
العنوان أعلاه: لماذا فسطاطان في الثقافة والنشر عندنا؟ لماذا يقبع كل منا في حيزه يصنع عالمه القزم وحده على مقاسه الناقص، لأنه لا يستوعب أخاه في الوطن والهم؟ قد يقول قائل إنه تمايز بسبب لغة الكتابة فمن يكتبون بالعربية يقرأون بلغتهم ونفس الحال للمتفرنسين؟ ولايمكنني أن أجزم بهذا الإستنتاج لأنني شخصيا من أوْفَى قراء و متتبعي كتابات محمد فال
وكذلك كنتُ مع المرحوم حبيب محفوظ ، و ولد السالك.. ولكن السبب، بالنسبة لي، هو تأثير الصحافة الألكترونية التي تقطع صلتك بالنشر الورقي،والبث المسموع والمرئي، فضلا عن التقوقع الحاصل بين أصحاب اللغة الواحدة، فكل فريق بما لديه فرح ومُتَلَهٍ...
ويكفي للمثال على تأثير الصحافة الألكتونية..انني لم أتوقف طيلة ال30 سنة الماضية عن "ضعفي" ك"متفرنس" وإدماني على "جون أفريك" و النوفيل أوبسرفاتور" و "البوان" "والإكسبريس" و"الكنار" و"الموند" و"الفيجارو"..ولكن الطبعات الألكترونية جعلتني أوقف نزيف الإشتراك في الطبعات الورقية، وخففت على أهل البيت الذين تضايقهم صناديق المجلات التي لا أستطيع رؤيتها تُرْمى في القمامة..
أيها الكتاب أما آن لنا أن نتعالق ونتبادل الرأي و نناقش مصطلحات تجعل الخطاب بيننا ممكنا و مفيدا نلتقي فيه على الوطن و لْيسلُكْ كل منا الطريق الذي لا يرى سواه موصلا..لكن المقصد واحدٌ: موريتانيا الغد حيث لكل منا مكانه و مكانته!!

ليست هناك تعليقات :