“عن أي صحراء تتحدث؟
“عن أي صحراء تتحدث؟”: سؤال شيق جدا، فالحديث هنا (وهناك) مقتصر، كليا، على الصحراء الغربية: مَـنبت العز، مرتع الشهامة، منبع الإخلاص، مهبط الفروسية ومكمن الثورة على المسكنة والخمول. تلك الصحراء التي خلقت من الأطفال أبطالا سطروا أسماءهم في... “ملحمة هوميروس”. فعندما فجر أولئك الأطفال تلك الثورة الخالدة كانوا ما بين العشرينيات والثلاثينات من أعمارهم، فكانوا -وهم الولـْـدَانُ المدللون بأباريق لبن النوق- يجوبون الفيفاء، يجمعون العجزة والصبيان والصبايا، يُرَحّــلونهم إلى مكان آمن تحت خيام فراشها الأمل وحده، في قيعة مهجورة على أرض لحماده. وكانوا في نفس الوقت، وبنفس التصميم، يخططون للمعارك، ينفذون العمليات ويفاوضون زعماء العالم لإقناعهم بعدالة قضيتهم. فما كان من أحرار العالم إلا أن وقفوا إجلالا وإكبارا لأطفال في مثل هذه السن يفجرون ثورة، ويجمعون أشتاتا، ويحاربون “عملاقا”، ويقنعون زعامات، سلاحهم الوحيد أنهم أرادوا الحياة، وأن القدر لا محالة سيستجيب.
محمد فال ولد سيدي ميلة ..
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق