قصيدة :كتاب الوجو
قصيدة :كتاب الوجود
ليوم بفترض أنه يوم ميلادي،الذي لا يعرفه غيرسكان البرزخ الافتراضي المسمى بالفيسبوك، الذين تلقيت منهم - مشكورين- أول تهاني توجه إلي بهذه المناسبة، صحيح أنني لم أحتفل قط بعيد ميلادي،لأن مواليد البادية قديما لاتواريخ مضبوطة لازديادهم،كما اننا لم نرب على حب الحياة والذات، بقدرما تربينا على الاستعداد للتضحية يكل شيئ من أجل الآخر ، ولكن الحقيقة - أيضا - أنني كنت منذ سنوات أمارس أحتفالي الخاص برأس السنة،حيث أجعله فرصة لوقفة تأمل للحاضر ، ومراجعة للماضي ،واستشراف للمستقبل،وهنا كانت تحاصرني أسئلة وجودية حارقة،خلال تدقيق"حساب الحياة"، تتقمص أحيانا روح فلسفة، وجسد قصيدة، مثل هذه:
كتاب الوجود
الدَّهْرُ .. أكْبَرُ كاتِبٍ ..
رَسَمَ الحُروفَ الخالِداتِ ..
عَلَى جَبينِ الصَّخْرِ ..
تَحْكِي سِيرَةَ الأحْقابِ..لِلأحْقابِ..
في سِفْرِ العُجابِ
وعَلَى حبَابِ الماءِ ..
والرَّمْلِ المجنّحِ في الفَلَى ..
خَطَّ الزَّمانُ سُطورَهُ .
بخُطَى الرِّياحِ النَّافِخاتِ ..
يجُدُّهَا ..
رغْمَ انْسِحاقِ الماءِ ..
ضِمْنَ الماءِ ..
والذَّرَّاتِ في مَوْجِ التُّرابِ
وأنَا المطارِدُ للأمانِي..
الهارباتِ ..
اللاَّبِساتِ ..غَلائِلاً.. زَرْقاءَ ..
مِنْ نَسْجِ السَّرابِ
كَتَبَ الزَّمانُ عَلَى جَبِينِي
آيَ وَحْيٍ بَيِّناتٍ ..
مِنْ سُطورِ كِتابِهِ ..
مَعَ أنَّنِي ما زِلْتُ لَمْ أكْتُبْ كِتابِي
فَمَتَى أرانِي : جُمْلَةً ..
تُتْلَى .. عَلَى سَمْعِ الزَّمَانِ ..
مُضِيئَةً ..
قَدْ كَثَّفَتْ لي ما تَناثَرَ ..
مِنْ هَباءاتِ الشّبّابِ؟!
هذا السُّؤالُ :
حُروفُ جَمْرٍ.. في دَمِي
سَيَطَلُّ مُشْتَعِلاً صَداهُ عَلَى فَمِي
أوَّاهُ..!
كَمْ أرْجُو..
وأخْشَى..
مُسْتَكِنَّاتِ الجَوابِ!!!
فَهُنَا وَجِيبُ القَلْبِ ..
يَكْتُبُ نَبْضُـهُ:
لَحْنَ الحَيَاةِ ..
مُسابِقًا صَمْتَ المَمَاتِ..
نَشِيدُهُ:
يا وَيْلَتِي .. عِنْدَ الحِسَابِ..
مِنَ الحِسابِ.!!!
أدي ولد آدب
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق