الجمعة، 25 أغسطس 2017

‏محمد فاضل عبد الرحمن‏ خفافيش الظلام و الأقلام المأجورة (ج1)


محمد فاضل عبد الرحمن‏ 
خفافيش الظلام و الأقلام المأجورة (ج1)
الخفافيش تلك الطيور التي لا تحب الضوء و لا تتحرك إلا في الليل، يضرب بها المثل لرجال أو أشباه رجال يخشون أن يظهر الناس على حقيقتهم و يعرفوا مكنون ما يضمرون من حقد و حسد و من كراهية مؤسسة غالبا على مصالح آنية أو شخصية و منطلقة دائما من البغض و الحسد و الغيرة.

فبعض أبناء هذا الوطن لا يستطيعون أن يزيحوا أقنعة المراء عن وجوههم و لا يمكنهم أن يواجهوا المجتمع بما في صدورهم فليس لهم من بد من العمل خلسة في غياهب الظلمات لكي يظهروا شر أعمالهم للناس في وضح النهار فيروهم في أفضل الصور المزيفة حول حقيقتهم و كأنهم ملائكة كرام، حاش لله، و كأنهم أفضل و أزكى ما أنجبت نساء هذه الأرض المجبرة على تحمل خططهم الجهنمية و أفكارهم السوداوية و عداوتهم الزائدة و كرههم لتقدم و تطور هذا البلد لأنهم ببساطة لا بد لهم من أن يكون كل شيء من صنع أيديهم و لابد لهم أن يبقى الوطن رهينة عندهم و الشعب عبيد تحت أقدامهم.
إن أصحاب هذا المنطق باتوا كثر و أصبحت تغص بهم عواصم دول شتى من المغرب شمالا و حتى اندونسيا في أقصى الجنوب الشرقي من آسيا إلى أمريكا غربا. لقد بدأوا يحيكون المآمرات لقلب نظام الحكم و ابعاد الشعب عن المسار الذي اختاره بإرادته.
جرائهم كثيرة بدأ بمحاولتهم تسخير البلاد لرغباتهم و نزواتهم و انتهاء بالتآمر مع الأعداء سبيلا إلى الوصول إلى السلطة كجلادين يأتمرون بأمر العدو و يخالفون كلما صلح لهذا الشعب و كلما من شأنه أن يرفع من شأن هذا الشعب.
قادتهم معارضتهم لكل دنيئة يندى لها الجبين، و قادهم تفكيرهم الوسخ إلى التخطيط للخراب و الدمار و انتهاز الفرص، تارة باسم الربيع العربي، و تارة باسم العبودية و تارة باسم حقوق الانسان و تارة باسم الله الأعظم.
و لأن خفافيشنا أيضا لا يمكنهم الظهور علنا خوفا من أن تنكشف لعبتهم كان لابد لهم ممن يعملون عملهم و يسعون بدلا عنهم على الأرض و خارجها كي يدبروا لهم مكائدهم تارة بالأقلام و تارة بالأيدي و تارة أخرى بالأقدام.
وجد هؤلاء ضالتهم في ضعفاء العقول من أصحاب الأقلام المأجورة و النفوس الضعيفة ممن لم يحسنوا صنيعة تغنيهم عن سب هذا و شتم هذا و الإساءة إلى هذا و التنقيص من هذا و التكالب على هذا حتى أوصلتهم صنعتهم إلى المس من كرامة الناس و شرفهم و عرضهم.
أولئكم أصحاب الأقلام المأجورة صنعوا لأنفسهم سوقا افتراضيا على الانترنت و باتوا يبيعون و يشترون و يبحثون و ينبشون في أعراض الناس فكأنما لم يصلهم قول الإمامي الشافعي : "لسانك لا تذكر به عورة أمرىءٍ **** فكلك عورات وللناس ألسنُ"
دراهم معدودة تكفي هؤلاء ليكتبوا أجمل المقال و أحسنه و يشبعوه بأسوأ العبارات و أكثرها بعدا عن الحقيقة و الواقع.
دراهم معدودة جعلت الكثيرين يهربون كلاجئين سياسيين ملفقين للنظام تهمة استهدافهم، حتى يتسنى لهم اللحاق بخفافيش الظلام - إنهم أسوأ من أولئك الذين تستدرجهم المنظمات الارهابية - يمدهم هؤلاء بمعلومات كاذبة و ملفقة عن أبناء الوطن المرابطين فيه، فيلقوا تهمهم على كتابهم لينقلها أولئك على شكل "آراء حرة" و ما هي بالحرة و إنما الحرية منها براء.
إن هذا النوع من الكتاب و هذا النوع من المعارضين لمصالح ضيقة و آنية هم أكبر خطر يواجه الشعب و الوطن و ينبغي الحذر من كتاباتهم و تلفيقاتهم و خاصة المعارضين المخلصين الأوفياء للوطن و الذين قد لا تعجبهم سياسة نظام ما لكنهم لا يكنون حقدا شخصيا و لا يرغبون في خراب وطنهم و لا تدميره.
هذا النوع من الكتاب سنعرض لكتاباتهم الموثقة بشيء من التحليل في الجزأين الثاني و الثالث من هذه السلسلة و سوف نقدم منها نماذج تعين القارئ الكريم على التعرف عليهم و على بذاءاتهم التي لم يسلم منها معارض و لا موالي.

ليست هناك تعليقات :