الجمعة، 11 ديسمبر 2015

عبد القادر الإدريسي رسالة خدوج.....

اكتب شيئاً...

رسالة خدوج.....
سامحونى لأنى وقعت فريسة من لايعرف الرحمة، ولاينأى عن قتل النفس التى حرم الله إلا بالحق، سامحونى لأنى غادرت عالمكم الفانى بغير استئذان، غادرت اخواتى الخمس ولم اودعهن، وغادرت زميلاتى فى السوق ولم أعانقهم قبل الفراق..لأن الأجل محتوم( إذا جاء أجلهم لايستاخرون ساعة ولايستقدمون) سامحونى لأنى

كنت أعيش فى جزيرة لا شرع مطبق، ولا أخلاق تضبطُ مجرميها،ولاقانون يردع مرتكبى الجرائم....سامحونى لأنى أعيش فى جزيرة لايعرف مجرموها الرحمة ولا الشفقة بالإنسان الذى كرمه الله سبحانه....ظهر الفساد فى البر والبحر....سامحونى لأنى فى جزيرة لايجد فيها المواطن حقه، ولايجد من يقتص له... حتى الأمن معدوم....أمارس عملى وأنا تاجرة فى أكبر سوق فى جزيرتى التى أعيش فيها...فى يوم الأخير وأنا بين أحضانكم فى عالمكم الفانى، وفى ساعاتى الأخيرة من يوم الأخير وأنا أرد آخر نفس فى عالمكم الزائل، وأنا أبدأ ألملمُ متاعى لكي أغلق محلى وألتحق بعائلتى...وفجأة دخل اللص الذي لايعرف الرحمة.. بدأت أستنجد وأستغيث علَ وعسى أن أجد من يخلصنى منه...قبل أن أتناسى أنى أعيش فى جزيرة لا أمن فيها...بالشكل المطلوب... بعد أنى تسببت.. لاكن دون جدوي، فجأة أنقضَ عليَ واخذ سكينه، مادارَ فى خلدي على الإطلاق أنه سيقتل نفسا بريئة، خذ ماشئت... ودع ماشئت، ولكن نفسى.. حتى لم يشاطرها الكلام..أنقضَ كالأسد....وضع السكين على رقبتى ذبحنى كما يذبح الكبش دون أن يترك ليَ الفرصة لأقول، أو لأودع أخواتى.....
لأكونَ أولَ أمرأة تذبح بدم بارد فى متجري داخل أكبر سوق فى جزيرتى.. سوق مكتظ أنذاك بالباعة والمتسوقين، سامحونى،
فوضت لخالقى لأنه أدري بحالى، سوف يأتى يوم الذي يقتص للشاة الجماء من القرناء.....سامحونى، سامحونى، سامحونى، سامحونى
رسالة خدوج......................................................08/12/2015

ليست هناك تعليقات :