السبت، 7 نوفمبر 2015

محمد الامين سيدي مولود ‏ لحظة من فضلكم

لحظة من فضلكم
بالنسبة لي لا يوجد شخص مخطئ بشكل
مطلق، ولا مصيب بشكل مطلق في مجال الرأي في الشأن العام، ولا يوجد من أتفق معه بشكل كامل ولا من أختلف معه بشكل شامل، ولذلك لا أستخدم قانون "الكل أو اللاشيء" فيما يتعلق بالكتّاب والمدونين والسياسيين وأصحاب الرأي عموما، بمعنى أنه لا يوجد من أوافقه على
جميع ما يكتب أو يقول، ولا من أختلف معه في جميع ما يكتب أو يقول، ولذلك لا أجد غضاضة في نشر ما أتفق فيه مع أي كان، حتى ولو كان ١% من آرائه، ولا أن أنتقد ما أحسبه مآخذ ولو اتفقت مع كاتبه في ٩٩% مما يكتب.
إن اتخاذ الفيتو المطلق ضد أصحاب الرإي بسبب خطأ أو زلة أو رأي لا نتفق فيهم معهم، وقد يكونون على صواب، هو عمل غير منهجي وغير منصف ولا سليم، حسب قناعتي. ولذلك محاولة طبخ رأي أي كاتب أو مدوّن أو سياسي في مرق رأي تراه الاغلبية خطأ، هو عمل غير نزيه، إذ يمكن نقاش كل رأي بشكل منفصل، وكل حادثة بمفردها.
إنّ التذكير بأخطاء أصحاب الرّأي في آراء سابقة نوقشت وانتقدت، حالَ كتابتهم رأيا جديدا أو معلومات جديدة، هو عجز عن نقاش الموضوع المثار لا أكثر، إنه الندب والعويل، وليس مقارعة الحجة بالحجة، ولا الفكرة بالفكرة، ولا المعلومة بالمعلومة.
أما السب والشتم والقدح واللعن، فهي قواميس جديرة بالتحييد والتجاهل، ولا تصدر عن من يحترمون أنفسهم ولا يملكون أدنى مقومات وأسس النقاش في الشأن العام، إن أصحابها يستحقون الحجز عليهم من طرف شفيق مقتدر.

ليست هناك تعليقات :