السبت، 14 نوفمبر 2015

الشيخ ولد بلعمش:في رثاء الشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد

حنانيك لا تُبك العراق ( رثاء للشاعر الكبير عبد الرزاق عبد الواحد )
حنانيْكَ لا تجلسْ بُمفترقِ الذِّكرى ۞ خُذ الشمس كرسيًّا فأنتَ بِها أحرى
وعلّلْ يتامَى الحرفِ بعدك بالهوى ۞
صورة ‏الشيخ ولد بلعمش‏.
فقد أبت النَّايات أن تسكُن الشعرا
حنانيك لا تُبك العراق... ألم تكن ۞ قوافيك منديلا لأدمعه الحرى ؟!
ألم تك مزمار العراق وسيفه ۞ ونور مآقيه وآيته الكبرى ؟!
وكنت سفير الرافدين إلى الورى ۞ أَكُنتَ مع النَّهرينِ بينَهُما نهْرا ؟!
وهبتَ لتلك الأرض عمرك كلَّه ۞ وضنَّتْ بشبرٍ بعدما استوفت العُمْرا !
كأنَّك لم تعشقْ ثراها ولا الثرى ۞ بشعركَ ناجى القادسيَّةَ أوْ بَدْرا !
حنانيْك لا تعتبْ.. فأزْلامُ قيصرٍ ۞ فسادًا بها عاثوا وعاثَ بها كسرى
وكانتْ مصابيح السماءِ لأجلها ۞ تُنيرُ.. ولكنَّ الزمانَ بِنَا أزْرى
ولولا العراقيُّون ما كتبتْ يَدٌ ۞ ولا أبصرتْ عيْنٌ ولا طَلَعتْ بُشْرى
ولولا العراقيُّونَ ما كان شاعرٌ ۞ فبابلُ ألقتْ في تَأوُّهنَا السِّحرَا
فكيف تمادى الموتُ في جَنَبَاتِها ۞ وأرهَقَها الأَغْرابُ منْ أمرِها عُسْرا ؟!
أظلَّتْ قَوافِيك الأنامَ من اللظى ۞ ولنْ يجدوا إذْ غِبْتَ منْ دونِه ستْرَا
وكُنتَ إذَا ما اغتالت الصمتَ زفرةٌ ۞ جعلتَ لهمْ منْ كُلِّ قافيةٍ نَصْرا
فَيَا لَدموعِ النائحاتِ حواسِرًا ۞ عليْكَ وَيَا لِي حينَ ألتمسُ العُذْرا !
لِذاكَ المُسجَّى بينكنَّ قصائدٌ ۞ شربْنَا بِها صهباءَ لا تُشبهُ الخَمْرا
تدبُّ حُميَّاهَا فنَفْتِكُ بالدُّجَى ۞ ويبدو مُحيَّاهَا فَنُعلنُهُ فَجْرا
يقولونَ عانقْتَ الخُيولَ مُودِّعاً ۞ فَكُنْ بيْنَنا سِرًّا إِذَا لمْ تَكُنْ جَهْرا
حنانيْكَ.. جَامِلْنَا.. فَلا أُمُّ خالدٍ ۞ تُطيقُ وداعًا أوْ نُطيقُ لَهُ صَبْرَا
''ويا ويلنا من يوم يرحل واحد ۞ ويبقى الذي يبكيه'' هَلْ تُكمِلُ الشَّطْرا ؟ !
الشيخ ولد بلعمش

ليست هناك تعليقات :