الجمعة، 11 سبتمبر 2015

الشيخ ولد بلعمش على سفر ..

على سفر ..
نحن في هذا السفر الطويل نشد الخطى و نزاحم غيرنا و نحبس الأنفاس استعجالا ..
بدأت رحلتنا ذات لحظة جئنا فيها الوجود صغار الحجم خفيفي الوزن حتى أن أحسننا حالا كان بوزن ثلاثة كيلوغرامات .. و ملأنا القاعة بكاء ثم وهبنا المضيفون اسما اصطلحوا عليه بعد
أسبوع ..
ألهمتنا قدرة الله الحبو ثم المشي ثم الهرولة .. و تعلمنا النطق إيماء فكلاما مكسرا ثم إفصاحا فتفاصحنا بعدها و أصبح منا الأديب و الخطيب و المجادل السياسي الماهر ..
جئنا لا نملك شيئا و لا حتى ما نغطي به أجسادنا الهزيلة أو نتجرعه إن أودى بنا السغب .. فحنت علينا القلوب و تعاهدتنا حتى نسينا الماضي و أصبح للصراع منطق غير الأول ..
وقفنا على أقدامنا و أدركنا الأشياء و عبرنا نهر الطفولة ضاحكين مستعجلين شبابا نصبح فيه سادة المشهد فكان لطائفة منا ما أرادت و خابت أمنيات بعضنا .. كسبوا أشياء و خسروا أخرى ..
و تدحرج الزمن كرة من لهيب تلفح وجوهنا محددة موعدها مع التجاعيد و تسلل ضيف أبيض حكيم إلى ليل الشعر الذهبي الناعم ..
ما زلنا على زورقنا نتحدى الموج و نعرف أن هذا البحر عات و مضطرب جدا بل لا طاقة لنا به ..
جربنا الجزع كثيرا لندرك بعد حين أنه لا داعي للقلق ..
و عشنا المسرات على الدوام لنكتشف بعدها أنه لا باعث للفرح ..
و بتأملنا في الدنيا من حولنا و لحظات الوداع لراحلين لا يعودون خبرنا مزاج الأيام ..
و لم نر برقا يلوح مضيئا إلا اصطحب رعدا مخيفا و لا شجرة ظلالها وارفة إلا بها من الشوك ما لو صادفته لأنساك وردها و ثمارها .
هذه حياتنا جئناها مجبرين و منها نرحل مكرهين ..
رحلة ختامها قدر .. و انطلاقتها قدر .. و ما بين تضاعيفها فواصل و نقاط ستمحوها ممحاة القدر لا محالة .. فلماذا العناء ؟ !
وسمها الفناء و اسمها الفانية و كل من عليها فان و يبقى وجه ربك ذي الجلال و الإكرام ..

ليست هناك تعليقات :