على سفر ..
نحن في هذا السفر الطويل نشد الخطى و نزاحم غيرنا و نحبس الأنفاس استعجالا ..
بدأت رحلتنا ذات لحظة جئنا فيها الوجود صغار الحجم خفيفي الوزن حتى أن أحسننا حالا كان بوزن ثلاثة كيلوغرامات .. و ملأنا القاعة بكاء ثم وهبنا المضيفون اسما اصطلحوا عليه بعد
أسبوع ..بدأت رحلتنا ذات لحظة جئنا فيها الوجود صغار الحجم خفيفي الوزن حتى أن أحسننا حالا كان بوزن ثلاثة كيلوغرامات .. و ملأنا القاعة بكاء ثم وهبنا المضيفون اسما اصطلحوا عليه بعد
ألهمتنا قدرة الله الحبو ثم المشي ثم الهرولة .. و تعلمنا النطق إيماء فكلاما مكسرا ثم إفصاحا فتفاصحنا بعدها و أصبح منا الأديب و الخطيب و المجادل السياسي الماهر ..
جئنا لا نملك شيئا و لا حتى ما نغطي به أجسادنا الهزيلة أو نتجرعه إن أودى بنا السغب .. فحنت علينا القلوب و تعاهدتنا حتى نسينا الماضي و أصبح للصراع منطق غير الأول ..
وقفنا على أقدامنا و أدركنا الأشياء و عبرنا نهر الطفولة ضاحكين مستعجلين شبابا نصبح فيه سادة المشهد فكان لطائفة منا ما أرادت و خابت أمنيات بعضنا .. كسبوا أشياء و خسروا أخرى ..
و تدحرج الزمن كرة من لهيب تلفح وجوهنا محددة موعدها مع التجاعيد و تسلل ضيف أبيض حكيم إلى ليل الشعر الذهبي الناعم ..
ما زلنا على زورقنا نتحدى الموج و نعرف أن هذا البحر عات و مضطرب جدا بل لا طاقة لنا به ..
جربنا الجزع كثيرا لندرك بعد حين أنه لا داعي للقلق ..
و عشنا المسرات على الدوام لنكتشف بعدها أنه لا باعث للفرح ..
و بتأملنا في الدنيا من حولنا و لحظات الوداع لراحلين لا يعودون خبرنا مزاج الأيام ..
و لم نر برقا يلوح مضيئا إلا اصطحب رعدا مخيفا و لا شجرة ظلالها وارفة إلا بها من الشوك ما لو صادفته لأنساك وردها و ثمارها .
هذه حياتنا جئناها مجبرين و منها نرحل مكرهين ..
رحلة ختامها قدر .. و انطلاقتها قدر .. و ما بين تضاعيفها فواصل و نقاط ستمحوها ممحاة القدر لا محالة .. فلماذا العناء ؟ !
وسمها الفناء و اسمها الفانية و كل من عليها فان و يبقى وجه ربك ذي الجلال و الإكرام ..
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق