الاثنين، 7 سبتمبر 2015

صراع علي أنقاض وطن : زايد المسلمين بن ماء العينين

كثيرا ما اطالع كتابات الاستاذ سيدي عالي ولد بلعمش وهي كتابة أقدرها ولا يستطيع احد الا ان يقدرها سواء اتفق معها او اختلف ، وفي ءاخر المقالات المعنونة بعبارة العصابة الحاكمة ارغب ان انبه سعادة الكاتب الي خطر ان الدهماء من هذ الشعب فهم منها ربما غير ما يقصده كاتبها ، فالقصد لا شك هو
انتقاد نظام من شخص معارض له وله الحق في ذلك كما يفعل مع غيره مثل : حركة أفلام وحركة إيرا و بعض المعارضة او جلها ، لكن القارئ العادي يريدها فقط للأسف ان تكون تعبيرا عن مجرد صراع علي أنقاض وطن بين قبيلتين من قبائل هذ البلد وهو ما لاأريده ان يكون :
فمنذ استقلت الدولة الموريتانية وهي مختطفة من جهة اوقبيلة هذه تسيطر علي الاقتصاد ومنافع الدولة وتلك تسيطر علي السلطة – ليس هذا تبريرا للجور في نظام الحكم لكنها الحقيقة والواقع – ففي حكم المرحوم المختار بن داداه اقتصر التوظيف علي المنحدرين من أبناء اندر او تراجمة سينلوي او الخادمين في العسكر ما قبل الدولة ، وفي مابعد الانقلاب علي المختار بن داداه اتسعت الرقعة لياخذ نصيبه من الغنيمة اقرباء النافذين من العسكر والعناصر الطفيلية من المداحين ودبلوماسيي الخدمات في العلاقات غير الشرعية بالاضافة الي مموني الدولة من مشترياتها الضروريين لسمسرة ونهب المال العام والي ان حكم معاوية بن الطائع كان الامر بتلك الصيغة لينضاف لهم المرضي عنهم من القبيلة = الدولة فصار الموظف مدينا ببقائه في وظيفته بتسخير نفسه في خدمة القبيلة الحاكمة او عدم التعرض لها وكان ذلك مغريا فبخدمتها تحميك وبخدمتها تعطيك وحتي لو اجتاحتك جائحة تفتيش او غضب من ولد الطايع فان القبيلة مادمت كنت وفيا معها ستعيدك وتعيد الدولة الي بيت الطاعة لك ، بعد ذلك لم يقع تغيير يذكر ” اذ تطور المجتمع نحو الاصلح بطيء او منعدم” ولا غنا لشعب فقير عن الاستنفاع من الدولة ،هذ الواقع الماساوي للبلد انتج ثارات وشحناء واحقادا لها ما بعدها أخلت بالتوازن واصبح انعدام او حرمان قبيلة من غنيمة السلطة أمرا قاتلا فمسابقات اكتتاب الموظفين ولو كانوا ضباطا في الجيش يخضع لتقسيم ضيق للدائرة الضيقة لأركان القبيلة = السلطة دون مراعاة للكفاءة وصار ضباط المستقبل هم أبناء ضباط الماضي الذين هم خلف واحفاد انقلابيي 1978 او ابناء القبيلة =الدولة، وقد تم حرمان جهات من الاكتتاب في الجيش في فترات متفاوتة ما أدي الي غلبة جهات وطبقات فيه دون غيرهم ، وفي ميدان المالية والاستنفاع من تدبير الامور المالية للدولة جاءت الغلبة والاستحواذ لجهات اخري لايستطيع ناهب ان ينهب دون ان يشاركها فيما نهب ، اما التوظيف في المنظمات الدولية والهيئات الدبلو ماسية الاجنبية والاسترزاق من التمويلات الدولية فا ستحوذ عليها أبناء الضفة وهنيئا لهم ، وتخصص ءاخرون في نهب التمويلات المصرفية والقروض الزراعية والبحرية فلعبت ايديهم بها واستحوذوا عليها فاستغنوا منها وبها ، وساد مبدأ ” ان كل موريتاني قدر علي شيء من امر الدولة فهو له” بناء علي المبدإ الفقهي “من قدر علي شيئه فله اخذه” ، وعندما يتم حرمان قبيلة او جهة او طبقة مما تعودت عليه من استحواذ فإنها تعتبر ذلك اعتداء علي حق مكتسب ، والمبدأ معروف : ان رأيك يختلف باختلاف موقعك ومصلحتك ، وفي بعد شخصي حول كل هذا أجدني في بعض المرات اتعجب من انه توجد اكثرية صامتة محرومة من عائد الدولة وراضية بالحرمان لا تشكو ولا تستقل نصيبا لانه لا اقل من الحرمان لكنها لا تحقد علي احد لانها لم يسلبها احد شيء اذ لم يكن عندها شيء حتي يقع سلبه .
والخلاصة:
1- ان الاستفادة من الدولة مختطفة من أقلية من القبائل الموريتانية حازت قدم السبق بحسن التوقع والنشاط فاستحقت ما اخذت وزادت عليه واستبدت به ” والعاجز من لايستبد” اما العجزة فبقوا يشكون الم الفشل ليحملوا مسؤولية قصورهم علي الاخرين او الدولة ، ففي الشرق لا يوجد مستفيد من الدولة غير قبيلتين او ثلاث من أصل مائة وخمسين قبيلة اما في الجنوب الغربي فلا تتعدي الاستفادة قبيلتين الي نصف ثالثة وفي الشمال هيمن في زمن ولد داداه نصف قبيلة لتزداد رقعة المشاركة زمن ولد الطائع وفي عهد ولد عبد العزيز تمت مشاركة كنتة في السلطة وهي قبيلة كبيرة كانت مهمشة ومحرومة . 2-” ان الدولة عندنا دولة حفظ نظام وليست دولة عدل ” فمن يهدد انسيابها وسريان الامور لحكامها يجد مايريد اما من يتمسك بالحق ولا شيء غير الحق فالينتظر دولة الحكم الرشيد او الراشد . 3- ان اي حاكم من الحكام لم يأتِ عن تدبير قبلي ولم يذهب عن تدبير قبلي وبالتالي فلا يجوز ان نحمل قبيلة من قبائلنا المحترمة تصرفات رئيس من أولئك الرؤساء فالصراع القبلي او الجهوي خطير علي وجود الدولة : وحصر الامور في الصراع علي السلطة في الدائرة القبلية خطير ، كما ان صراعا بين مستفيد سابق و مستفيد لاحق صراع بين سارق او مغتصب سابق ومغتصب لاحق لتموت الكثرة الكاثرة من الموريتانيين ميتة أرنب الحزازة :
فيا اخوينا عبد شمس ونوفلا اعيذكما بالله ان تحدثا حربا
والتتم ادارة الخلاف بهدوء الي حد شعرة معاوية وارحمونا نحن المهمشين يرحمكم من في السماء ،والنتجنب ان تؤدي نار الشحناء الي تمزيق هذ البلد رغبة في ان يثار بَعضُنَا من بعض ءاخر ظلمه وجار عليه في امد سالف او حاضر شاهد و لنعي ان العبث بمستصغر الشرر مدعاة للحريق الهائل ، وان تأسيس دولة بنصف او ثلث حق او حقوق ثم النضال للرفع منها أفضل واجدي من تطبيق مبدأ علي وعلي اعدائي وان الاشتغال برعاية الاحياء ولو بالنصف من حاجتهم افضل من الاشتغال بدفن الموتي .

ليست هناك تعليقات :