الاثنين، 7 سبتمبر 2015

عشر تغريدات عن حوار السابع من سبتمبر محمد الأمين ولد الفاضل


بسم الله الرحمن الرحيم
عشر تغريدات عن حوار السابع من سبتمبر

(1)
لأول مرة نجد أنفسنا أمام "شيء مبهم وغير واضح" اختلف المشاركون حتى في تسميته، فهل هو حوار؟ أم تشاور؟ أم مشاورات؟ أم جلسات تمهيدية؟ ..رسالة الوزير الأمين العام للرئاسة الداعية لهذا "الشيء المبهم وغير
الواضح" حملت في طياتها كل تلك التسميات.
(2)
في مايو 2009 تم تنظيم حوار في داكار حضره كل الطيف السياسي الموريتاني، وفي سبتمبر 2011 تم تنظيم حوار جديد ولم تحضره إلا ثلاثة أحزاب معارضة (المعاهدة)، وفي سبتمبر 2015 تم تنظيم "شيء مبهم وغير واضح" ولم يحضره من كتلة المعاهدة إلا رئيس حزب الوئام.
(3)
الملاحظ من التغريدة السابقة أن كل حوار جديد تنظمه السلطة الحالية يكون أقل حضورا من الحوار الذي سبقه..هذا التراجع الملحوظ على مستوى الحضور سيجعلنا نتوقع أن الحضور لأي حوار قادم سيتم تنظيمه مستقبلا  من طرف السلطة قد يقتصر على ممثلي الحكومة والحزب الحاكم.
(4)
من نفس التغريدة السابقة يمكننا أن نلاحظ أيضا أن الأحزاب المعارضة التي شاركت في وقت سابق في حوار مع السلطة الحالية، لا تتحمس كثيرا للمشاركة في الحوار الذي تتم الدعوة له من بعد ذلك..فهل السبب في عدم التحمس هو أن السلطة لا تلتزم للمعارضة بما تتعهد لها به خلال حواراتها السابقة أم أن هناك سببا آخر؟
(5)
يمكننا أن نلاحظ أيضا بأن هناك تراجعا على المستوى الرسمي في افتتاح الحوارات..حوار 2011 افتتحه رئيس الدولة بنفسه, حوار 2015 سيفتتحه الوزير الأول، الحوار القادم ربما يفتتحه الناطق الرسمي باسم الحكومة أو تفتتحه وزيرة البيطرة.
(6)
لم تقنعني الحجة التي تقدمت بها المعاهدة، والتي بررت بها حضور رئيسها لافتتاح "الشيء المبهم وغير الواضح"..تقول المعاهدة بأن رئيسها سيطلب من جديد تأجيل "الشيء المبهم وغير الواضح"، ألم تطلب المعاهدة ذلك في بيان منشور وفي لقاءات قادتها برئيس الدولة؟ ألم يرفض الرئيس طلب التأجيل؟ فَلِم تكرار نفس الطلب يرحمكم الله؟
(7)
لاشك أن المعاهدة، وبطلبها للتأجيل، كانت قد قدمت مخرجا وفرصة ثمينة للسلطة للخروج من المأزق الذي وضعت فيه نفسها، ولكن يبدو أن السلطة كانت جادة في إحراج نفسها، وبالتأكيد فسيكون لها ما أرادت.
(8)
لا يمكن لرئيس حزب الوئام أن يرفض أي دعوة تتقدم بها السلطة، ولكنه في المقابل يمكنه أن يرفض أي دعوة تتقدم بها المعارضة، وهذه هي فلسفة "المعارضة المسؤولة" التي كان رئيس حزب الوئام قد ابتدعها ذات استقبال مشهود كان قد خصصه في وقت سابق لرئيس الدولة في مقاطعة "كرمسين".
(9)
بعض أصدقائي في "العالم الأزرق" نشروا صورا من بطاقة الدعوة التي وصلتهم..العديد من هؤلاء الذين نشروا صور بطاقات دعوتهم لم أكن أعرف لهم من قبل أي اهتمام بالشأن العام، فأن تصل لمثل أولئك بطاقات دعوة فذلك يعني بأن السلطة قد وجدت صعوبة كبيرة في التخلص من الخمسمائة بطاقة التي كانت قد أعدتها للمشاركة في "الشيء المبهم وغير الواضح".
(10)
يسأل البعض عن الخطوة القادمة التي تفكر فيها السلطة..في اعتقادي بأننا سنكون أمام واحد من احتمالين: إما أن تواصل السلطة مسرحيتها وأن تنهيها بلا شيء مع تجديد الدعوة لحوار جديد. وإما أن تأتي الأوامر للمشاركين بالخروج بتوصيات هامة تشكل جزءا مهما من مطالب المعارضة، وأن تعمل السلطة من بعد ذلك على جر المعارضة أو جزء منها للقبول بمخرجات "الشيء المبهم وغير الواضح"، وللمشاركة في الانتخابات التشريعية والبلدية التي قد تكون الدعوة لها هي من أهم  مخرجات ذلك "الشيء المبهم وغير الواضح".
هناك احتمال ثالث كنتُ قد استبعدته، حتى وإن كان ينسجم مع روح المخاطرة التي يمتلكها الرئيس. هذا الاحتمال الثالث يتمثل في أن تكون جلسات "الشيء المبهم وغير الواضح" بداية لتعديل الدستور.إنه احتمال وارد، ولكن لا أعتقد بأن الرئيس ـ ورغم ميله للمخاطرة ـ  سيتجرأ في مثل هذا الوقت لأن يفكر في تعديل الدستور.  
حفظ الله موريتانيا..
                                                                                       elvadel@gmail.com

ليست هناك تعليقات :