الثلاثاء، 15 سبتمبر 2015

حبيب الله ولد أحمد بطولات لا تتكرر


بطولات لا تتكرر
قبل عدة سنوات قررت مع مجموعة من اصدفائى قضاء ايام بلياليها على شاطئ المحيط الاطلسي قبالة العاصمة مما يلى ميناء الصداقة
جهزنا قافلة من ثلاث سيارات لحمل المؤونة ومستلزمات الرحلة من قطعة الملح الى راس الكبش وانطلقنا بعيد صلاة فجر يوم خريفي جميل

ضربنا خيمتنا على كثيب ليس دون كثبان العقيق واللوى وحاجر وحومانة الدراج ومرابع مية وغيلانها جمالا وصفاء تهدهده من حين لاخر ضحكات موج غاضب
كان يوما جميلا حقا لحم مشوي ومطبوخ وشاي منعنع وموسيقى وقراءات ومطارحات وكرة قدم وسباحة بعضها طبعا على اليابسة حتى لانشح بكم
كان الاصيل جميلا كانه الذى وقف فيه الشاعر العربي على اطلال اعيت الجواب ومابربعها من احد كان اصيلا بحريا رائعا ينذر بقدوم مساء بحري اروع
فجاة حدث شيئ لم يكن متوقعا
بدات ذئاب الصحراء تقترب من خيمتنا وقد استفزتها اصوات البشر ونسائم الشواء فقررت التوجه الينا يسبقها عواء مخيف ليس لنا فنحن ابطال مجربون لفظتنا سوح الوغى وخجلت منا المشرفية واذعنت لنا سيوف الهند وجياد بنى امية وبنى العباس وتضاءلت امام قاماتنا ارتفاعات ابطال قريش وصناديد العرب هي فقط مخيفة للاطفال دون سن الخامسة
كان تطورا مذهلا خلق لدينا اجواء من المفاجاة
هل نبقى هل نواجه الذئاب هل لدينا عمليا القدرة على المواجهة هل عندنا بندقية اوعصا اوحتى لفافة ورق مقوى لحسم المعركة
كان انشغالنا بتقويض الخيمة وشحن متاعنا فى السيارات اسرع فى الواقع من افكارنا وتساؤلاتنا والحمدلله كان ايضا اسرع من وصول الذئاب
قررنا الانسحاب بشرف فنحن اصدقاء للبيئة لانقتل الحيوانات ولاننتظر لنجرب التعايش معها
من تلك اللحظة التى عدنا فيها ادراجنا بالسيارات مازلنا عاجزين عن الالتفات الى الخلف لمعرفة اين وصلت الذئاب بعوائها المخيف فقط للاطفال وماهو حجم الدهشة التى ارتسمت على وجوهها وهي تهاجم قاعا صفصف لا صوت فيه للبشر ولاخيمة ولارائحة للشواء ولاهم يحزنون
( معذرة لابطال هذه الموقعة فهم يعرفون انفسهم وهم اليوم والحمدلله اطر للدولة وفى مختلف التخصصات ولاينقص من مكانتهم ان عواء الذئاب يخيف الاطفال دون سن الخامسة)

ليست هناك تعليقات :