الثلاثاء، 4 أغسطس 2015

أدي آدب مرثية .. لقلوب الشعراء



مرثية .. لقلوب الشعراء
درْويشُ ـ بَعْدَ المَوْتِ- أوْصَانِي:
بأنَّ قُلُوبَ أهْلِ الشِّعْرِ
ـ لُطْفاًـ
لا تطِيقُ مَبَاضِعَ الجَرَّاحِ!
وبِأنَّ فِيها مِنْ جِرَاحِ الدَّهْرِ
ما يَكْفِي..
وفِيها
مِنْ لحاظ الغِيدِ..
أيّ جِرَاحِ!
وبأنَّها خَضْراءُ..
مُرْهَفَةَ المَشَاعِرِ..
إنْ يَحُمْ جُرْحٌ.. علَيْها..
تَنْزِف الحِبْرَ.. الجَمِيلَ.. مُعَتَّقًا..
للهِ جُرْحٌ.. نازِفٌ بِالرَّاحِ!
وبأنَّها..
ـ إمَّا تَوَقَّفَ نَبْضُهاـ
لا قَلْبَ.. يُمْكُنُ زَرْعُهُ..
عِوَضًا لَها..
إذْ نَبْضُها سِرٌّ.. غَرِيبٌ ..
إسْمُهُ الشِّعْرُ.. المُوَقِّعُ
لِلْحَيَاةِ نَشِيدَها.. المَعْزُوفَ..
بالأفْراحِ..
والأتْراحِ!
لَكِنَّها ـ بِالعَكْسِ ـ
لَوْ زُرِعَتْ ..
لِأقْسَى حَاكِمٍ ..
في الأرْضِ..
أضْحَى قَلْبُهُ المَقْدُودُ
مِنْ صُمِّ الصَّفَا ..
قَلْبًا مِنَ التُّفَاحِ!
قَـلْبًا ..
يُسَبِّحُ.. لِلْجَمَالِ.. وَجِيبُهُ..
مُتوضِّئا.. بالحُبِّ..
يَطْـفَحُ رحْمةً..
لا قَلْبَ نَهَّابٍ ..
ولا سَفَّاحِ
فَلْيَحْفَظِ اللهُ الرَّحيمُ
قُلوبَ أهْلِ الشِّعْرِ..
نابِضةً بِدَفْقِ السِّحْرِ....
سَابِحَةً ـ مَدِيدَ العُمْرِـ
في فَلَكٍ ..
بَعيدٍ.. عَنْ يَدِ الجَرَّاحِ!
فبها كُنُوزُ الغَيْبِ..
تَزْدَحِمُ الرُّؤَى.. فيها..
بِها الصَّبَوَاتُ بِكْرٌ..
سِرُّها حَرَمٌ..
ـ عَلَى غَيْرِ القصيدةِ ـ
دُونَما مِفْتاحِ!
ما يَبْتَغِي الجَرَّاحُ
في قَلْبِ القصيدة ِ؟
إنَّها المَنْفَى المُقَدَّسُ..
إنَّها الوَطَنُ الذي نَحْمِيهِ..
ما بَيْنَ الفَواصِلِ..
إنَّها مَلُكُوتُ رَبِّ العِشْقِ..
رَبِّ الشِّعْرِ..
قِفْ..
يَا مِبْضَعَ الْجَرَّاحِ..
قِفْ..
لَكَ عَالَمُ الأشْبَاحِ..
هذا عَالَمُ الأْرْوَاحِ
أدي ولد آدب

ليست هناك تعليقات :