"حدثَ معي"!.
كنت مسافرا لوحدي في سيارتي "العجيبة" داخل منطقة "شمامة" سالكا الطريق الرابط بين مدينتي "روصو" وبوكي"، كانت الساعة الرابعة مساء حين انطلقت من مدينة روصو، وفي الطريق تعطلت سيارتي قرب مزرعة للذرة (بشْنَه) فنزلت وبدأت أتفقد السيارة لإصلاح العطل...
أثناء ذلك لحظ أرباب المزرعة سيارتي المتعطلة وهرعوا نحوي للمساعدة، بدأنا في الحفر تحت هيكل السيارة حتى نتمكن من إصلاح العطل، وكان من الذي وفد علينا صبية يطيلون النظر باستغراب ويحملقون من
نوافذ السيارة يتطلعون إلى ما بداخلها، وتارة يتراقصون حولنا على وقع النغمات التي تصدر من "مشغل الصوت" داخل السيارة...
فجأة وصل "المشغل" إلى لحن ليس كباقي الألحان... إنها موسيقى النشيد الوطني التي كنت أحتفظ بها أينما يممت وجهي..
تدحرجت من تحت السيارة واعتدلت واقفا تحية للنشيد.. بدأت المؤق تشزرني باستغراب وكأنني مجنون.. هذا كان تصرفي أنا حين سمعت موسيقى النشيد الوطني.
أما الصبية فتحلقوا، وأسلموا آذانهم للحن(الْغَنَّايَة) برهة وصاحوا صيحة واحدة:
"ول داداه كاس اندر، جاب ازكيبه من لبعر، كسمها اعلى جندر كامت جندر تتفخر...".
حدث كل ذلك أمام أعين المزارعين الحاضرين الذين تذمروا من وقفتي تحية للنشيد الوطني واعتبروها تصرفَ مجنون..
بادرني عجوز كان من الحاضرين يكتفي بالتفرج على المشهد:
ــ "بوي انت وتك خاسر وانت واكف تصنت لبناض النصارى؟؟!!"..
انتبابتني موجة ضحك كانت القطرة التي أفاضت الكأس.. فانهال علي الحاضرون بالنظرات والهمس والغمز واللمز... وبدأوا ينسحبون من حولي بحجة أني "مشرار" لاتجوز مساعدته على إكمال الطريق...
اتكأت على مقدمة السيارة وفتحت عيناي نحو القوم يهرولون جهة المزرعة عائدين لأعرشتهم المتهالكة..
لم يبق حولي سوى خمسة أطفال فضلوا البقاء معي لحاجة في نفوسهم سأكتشفها بعد حين..
تجاهلت كل ماحدث، وشرعت في ماتبقى من عملية "الإصلاح". بعد صراع دام أكثر من ساعة تمكنت من التغلب على العطل رغم قلة الخبرة.. أشعلت المحرك وأخذت في لملمة قطع الغيار المستبدلة والأدوات التي كنا نستخدمها في العملية، ثم بدأت في الاغتسال ولبست "دراعتي" .. جلست أمام مقود السيارة وبدأت أستأنف الرحلة بهدوء وسرعة بطيئة، أثناء ذلك لحظت أن الصبية الذين كانوا يراقبونني بهدوء يتمسكون بمؤخرة السيارة "املنكيين"، كَهرتهم وضغطت برجلي على "دواسة البنزين" فهبت عاصفة من الدخان الأزرق سدت بين الصبية ومؤخرة السيارة التي كانو يتشبثون بها، وانطلقت مواصلا رحلتي بمحاذاة النهر...
يتواصل إن شاء الله..
كنت مسافرا لوحدي في سيارتي "العجيبة" داخل منطقة "شمامة" سالكا الطريق الرابط بين مدينتي "روصو" وبوكي"، كانت الساعة الرابعة مساء حين انطلقت من مدينة روصو، وفي الطريق تعطلت سيارتي قرب مزرعة للذرة (بشْنَه) فنزلت وبدأت أتفقد السيارة لإصلاح العطل...
أثناء ذلك لحظ أرباب المزرعة سيارتي المتعطلة وهرعوا نحوي للمساعدة، بدأنا في الحفر تحت هيكل السيارة حتى نتمكن من إصلاح العطل، وكان من الذي وفد علينا صبية يطيلون النظر باستغراب ويحملقون من
نوافذ السيارة يتطلعون إلى ما بداخلها، وتارة يتراقصون حولنا على وقع النغمات التي تصدر من "مشغل الصوت" داخل السيارة...
فجأة وصل "المشغل" إلى لحن ليس كباقي الألحان... إنها موسيقى النشيد الوطني التي كنت أحتفظ بها أينما يممت وجهي..
تدحرجت من تحت السيارة واعتدلت واقفا تحية للنشيد.. بدأت المؤق تشزرني باستغراب وكأنني مجنون.. هذا كان تصرفي أنا حين سمعت موسيقى النشيد الوطني.
أما الصبية فتحلقوا، وأسلموا آذانهم للحن(الْغَنَّايَة) برهة وصاحوا صيحة واحدة:
"ول داداه كاس اندر، جاب ازكيبه من لبعر، كسمها اعلى جندر كامت جندر تتفخر...".
حدث كل ذلك أمام أعين المزارعين الحاضرين الذين تذمروا من وقفتي تحية للنشيد الوطني واعتبروها تصرفَ مجنون..
بادرني عجوز كان من الحاضرين يكتفي بالتفرج على المشهد:
ــ "بوي انت وتك خاسر وانت واكف تصنت لبناض النصارى؟؟!!"..
انتبابتني موجة ضحك كانت القطرة التي أفاضت الكأس.. فانهال علي الحاضرون بالنظرات والهمس والغمز واللمز... وبدأوا ينسحبون من حولي بحجة أني "مشرار" لاتجوز مساعدته على إكمال الطريق...
اتكأت على مقدمة السيارة وفتحت عيناي نحو القوم يهرولون جهة المزرعة عائدين لأعرشتهم المتهالكة..
لم يبق حولي سوى خمسة أطفال فضلوا البقاء معي لحاجة في نفوسهم سأكتشفها بعد حين..
تجاهلت كل ماحدث، وشرعت في ماتبقى من عملية "الإصلاح". بعد صراع دام أكثر من ساعة تمكنت من التغلب على العطل رغم قلة الخبرة.. أشعلت المحرك وأخذت في لملمة قطع الغيار المستبدلة والأدوات التي كنا نستخدمها في العملية، ثم بدأت في الاغتسال ولبست "دراعتي" .. جلست أمام مقود السيارة وبدأت أستأنف الرحلة بهدوء وسرعة بطيئة، أثناء ذلك لحظت أن الصبية الذين كانوا يراقبونني بهدوء يتمسكون بمؤخرة السيارة "املنكيين"، كَهرتهم وضغطت برجلي على "دواسة البنزين" فهبت عاصفة من الدخان الأزرق سدت بين الصبية ومؤخرة السيارة التي كانو يتشبثون بها، وانطلقت مواصلا رحلتي بمحاذاة النهر...
يتواصل إن شاء الله..


ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق