Mohamed Bahah لستُ ضِدَّ الزواج يا صغيرتي

Mohamed Bahah

لستُ ضِدَّ الزواج يا صغيرتي، الزواج يقف ضدِّي بالتواطؤ مع الظروف، و لستُ ضدَّ المولاة و لكني ضد التصفيق و التملق، لستُ كذلك ضد المعارضةِ و لكني ضد السب و التجريح، و لهذا أعتبرُ نفسي مشروع مواطن لا يجيد سوى النوم و الكلام الأزرق، حين كنتُ أنتِ تستمعين لأغنية هندية لا تفهمينها كنتُ أنا أقف مع الطلاب وقفة رجل واحد أمام كلية الآداب للمطالبة بتعميم المنح الجامعية على المساكين، و حين ارتديتِ أنتِ الملحفة لأول مرة كنتُ أنا أستمعُ للأصيل -سدوم- و الحمامُ كان يبكي على الربى مترنما، أيتها الشريرة الصغيرة لقد إستقلتُ من المشاعر قبل أعوام و لم أعد أجيدُ ترميم الأحلام و التعاطي مع الأماني البنفسجية، أشعرُ أنِّي أشيخُ كلما شاهدتُ هذا الوطن يتوقف عن السير، لا أخفيك سراً أن عيونك قد أعادت إلي بعض الحياة، و أنَّ حديثكِ عن السلام و عن المستقبل كان ساحرا و أنَّ براءة إبتسامتك أقنعتني لبضع لحظات و لكني لستُ الرجل المناسب كعادتي، سمعتُ نظريةً عندَ أحد أصدقائي مفادها أنَّ كل الكاتبات قبيحات، و لكنك قمتِ بتفجير هذه النظرية، ربما لو رآك لطلب العفو و تاب إلي الله.
رمضانُ يا صغيرتي أوشكَ على الرحيل و أعراض ما قبل السفر بدأت تظهرُ عليَّ، سوف أشتري فضفاضة من -الجزيرة- بثمنٍ بخسٍ و سوف أقوم بصلةِ الرحم و تعميق العلاقات مع الأقارب و إن كنتُ محظوظاً أقنعيني بالزواج قبل أن أقنعك أنا بمشاهدة Tom & Jerry قبل النوم.
و في الأخير و نظراً لأني كائنٌ فيسبوكيٌ و يحقُّ لي ما يحقُّ لتلك الكائنات فإني أطلب تعاطفكم فقط بعد أن أقدمتُ على خطوة لم تكن موفقة بالمرة حين أخذتُ حماما بارداً و جلستُ قبالة مُكَيِّفٍ يبدع في صناعة الشتاء في الصيف و أشعر أنَّ جبالاً تسدُّ أنفي و حرارتي ترتفعُ و تبتسم، و ربما كان هذا هذيان رجل محموم و عليه بعض الديون.