ولا أملك منظمة خيرية لأوزع عليكم الهدايا والحلوى،أو لأبني لكم مسجدا تقيمون فيه صلاة العِشاء وأنتم تفكرون في كيفية تناول العَشاء وفي مصير أحذيتكم عند العتبة!
لستُ وطنيا حتى النخاع،وإيماني بالوطن محدود للغاية كثقافتي،لكنني أحبه بالفطرة،أحب أطفاله عندما يلعبون ويذهبون إلى المدرسة،والبقية من سكانه وبكل صراحة لا أثق فيهم!
لن أكتب لكم بشكل يومي فأنا لست جريدة الشعب،ولا أبحث عن "الإطراء" بقدر ما أبحث عن "لباس العيد"-إنها الحقيقة-ربما أعمل منجما وأخبركم بالأشياء التي تحبون سماعها والتي لا تؤذي عقولكم الخائفة!
بخصوص لباس العيد!
كان الأرشيف هو الحل،فهناك فضفاضة مقدسة من "أزبي العرش" لم تر النور إلا في مناسبات قليلة،وأحذية شبه راقية اقتنيتها قبل شهور من أعماق "أكلينك" عند بائع يقوم بإعادة تأهيل الأحذية ربما كان يملكهما بورجوازي يواظب على صلاة المغرب وسرقهما لص صغير-لا تستغربوا-فهناك لصوص كبار يسرقون أحذية الشعب من على عتبات المستقبل،أما القميص فهو بلا أجنحة مثل أحلامي وأظنه ولد في أوروبا،فأدمغتنا تهاجر إليها وبضاعتها تغزونا وتتسبب في الكثير من حالات الطلاق-مفارقة عجيبة-كان هذا من باب التصريح بالممتلكات،بوصفي مكلف بمهمة-لا أفهمها-في وزارة التعليم حتى لا تتهمني الأخيرة بالإسراف والسرقة،لكن سرقة ماذا؟ليس هناك ما أسرقه سوى الوقت،وإن كان الوقت من المال العام لكنهم يتجاهلون ذلك،لذلك لن أتبجح أمامكم مثل الظواهر الصوتية الكثيرة المكدسة على الواجهة،وأقول لكم أنني مواطن صالح،فليس لدي ما يثبت ذلك أو ينفيه،لأن الأقدار لم تختبرني بعد ولم تضع مبادئي المعلنة على المحك!
بخصوص "امديونة" فهي بدعة مثل "تصدير الكهرباء"،أما السماح فهو موجود بوفرة ويوزع مجانا ولا يباع،نكتفي بهذا القدر،فهناك سيدة في الخاص قالت إن العالم اليوم يتسم بالسرعة،وأنها تعجز عن قراءة الأشياء الطويلة-تتعبها-ونصحتني بالاختصار،معها حق،إننا في هذا الوطن نتكلم كثيرا بحيث أن التنمية أصيبت بالصمم،فنحن نحب الثرثرة لأنها تساعدنا على إخفاء عيوبنا الحقيقة!
حكمة اليوم،أنصحكم أن تعيشوا هذا العيد قبل أن يرحل،وإن كنتم لا تمتلكون ثمن السعادة لا تحاولوا شرائها بالأماني،تعرفوا على أنفسكم أولا،سعادتكم الحقيقية توجد هناك!
أهدي أفراح العيد إلى تلك التي تشبه العيد،وإلى جميع الصامدين على تخوم الحياة،إلى المرضى والحيارى ممن داهمهم العيد في لحظة حزن،وكل سنة وأنتم بخير!
نواكشوط الشمالي(الحي الإداري) والساعة 22:02
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق