الاثنين، 6 يوليو 2015

الشيخ ولد بلعمش وحدي على ضفة الذكرى أسائِلُها

وحدي على ضفة الذكرى أسائِلُها *** عن الذينَ تُناجيهمْ رسائلُها
فأعرف الشوق من عينيْ مُحدِّثتي *** و لي حديثٌ إلى الأخرى يُغازِلُها
ما يسكُبِ العمر من خمرٍ و قافِيةٍ
*** فَللحِسان إذا رنَّتْ خلاخِلُها
تبْقَى دموعُكَ فانوسا تُضيئ به *** ليلَ العبارةِ إنْ غُمَّتْ أصائِلُها
و تنتشيِ بالأغاني عُتِّقتْ سَفَراً *** ما بينَ قلْبيكُما تسري بلابِلُها
سُمًّا تَجرَّعتَ و اغتالتْكَ كلُّ يدٍ *** حنّاءُها دَمُ أحلامٍ تُجادِلُها
ها أنتَ فَالعمر ولَّى لا رُجوعَ له *** و تلكَ دارُ خُلودٍ أنتَ نازِلُها
أما ترى الغَزْل منقوضاً و قدْ صبغتْ *** فوديْكَ منْ عِبَرِ الدنيا غَوائِلُها
حاولْتَ جهدكَ أن تنسى مَفَاتِنَها *** فما نسيتَ و ماَ انْبَتَّتْ حبائِلُها
و كلما رُمتَ أن تسعى بِمُنْجِيَةٍ *** أغرَتْكَ بالقُرْبِ من بِئرٍ خمائِلُها
حاذرْ مهالِكَها فالموتُ ذو خَتَلا *** نٍ و الذنوبُ رمى بالسهمِ نابِلُها
لا تحسبنَّ وِدادَ الدهرِ مُتَّصلا *** فلليالي و لوْ سالَمْتَ صائِلُها
و ربَّما تلدغُ الحيَّاتُ مُنتَعِلاً *** و تُسْقطُ الخيلُ منْ تَرضى كواهِلُها
فطهِّر القلب منْ إثمٍ يُخالطُه *** و خَلِّص النفسَ منْ وَهْمٍ يُشاغِلُها
و اسقِ الفؤادَ فقد أظْمَاهُ ما اقترفتْ *** منك الجوارحُ لمَّا خانَ عاذِلُها
بالمصطفى أحمد المحمود من كَمُلتْ *** به الرسالةُ واخْتُصَّتْ مناهِلُها
منْ لي بمَشْهَدِه إن لامَ في خَطَئِي *** هدْيُ الهداةِ شموسًا لا أُطاوِلُها
لا آمَنُ المكرَ إلا حينَ أُبْصِرُهُ *** حسًّا و معنًى بِشاراتٍ أُقَابِلُها
و قدْ عصيتُ فما لي غيرُ مكرمةٍ *** من الكريمِ إذَا ما انْصبَّ وابِلُها
يا مولدَ النور يا بحرَ المواهبِ يا *** تجدد الروح إن تَخْفُتْ مشاعِلُها
تجيئُنا و فلسطينُ العُلا ذُبحتْ *** و الشامُ تبكي فكل الناس خاذِلُها
اللاجئونَ ركامُ الثلج مسكنهم *** و شارةُ النصر من جوعٍ تمايُلُها
و مصرُ في لُجَّة البلوى مسافرةٌ *** و الأرضُ من رَهْبَةٍ عمَّتْ زلازِلُها
و خاتم الرسل قدْ آذوهُ ، هل قَدرٌ *** على البسيطة أن تهوي معاوِلُها ؟!
يا أكرم الخلقِ هذا شاعرٌ قَلِقٌ *** خطاهُ في حضرة النجوى يُواصِلُها
لمْ يُبْقِ مَدحُكَ في القرآنِ مُدَّخلا *** فأُغْلِقتْ دونَ أشعاري مَداخِلُها
لكنني يا رسول الله مُنْشِدُها *** عساكَ ترضى فَتُنْجيني مَفَاعِلُها
وما القصائدُ لمْ تُكتبْ لنُصرتِه ؟!*** وَ ما المَحبَّةُ إنْ غابتْ دلائِلُها ؟!
إن تنصروا اللهَ يَنصركُمْ فويحَكُمُ *** داوُوا النفوسَ فقد تحيا فَضائِلُهاَ
و بيِّنوا الدينَ سَمْحًا لا اعوِجاجَ بهِ *** و سيرةَ المُصطفى حُسْنَى شمائِلُها
و جادِلوا كُلَّ مرتابٍ و مُسْتَلبٍ *** فَرُبَّمَا يُنْكِرُ الأَشياءَ جاهِلُها
وَ حصِّنوا الدارَ منْ شرٍّ يُرادُ بكمْ *** فلنْ يذبَّ عن الأوطانِ غافِلُها
تَلمَّسوا العدلَ قسطاسا فما أحدٌ *** ينسى الفرائِضَ إذْ تُؤْتى نوافِلُها
يا غُصنَ حبٍّ رسمناهُ على قمرٍ *** ما حالُ كفٍّ إذا ذابتْ أناملُها؟!
نفسي الفداءُ لِمنْ بالوحيِ وحَّدَنا *** و منبع الرحمة المرجُوّ نائلُها
لِلخاتم الصادق المصدوق ذي الخلق الـْـــــــعظيم يَا عِزَّهُ فاللهُ قائِلُها
عليه أزكى صلاةٍ لا انتهاءَ لَها *** و منْ سلامِ إلهي ما يُماثِلُها
و آله الغرِّ أنْقَى مَنْبتٍ شرفاً *** و صحبِهِ .. قُربَةً سحَّتْ هواطِلُها