حكايا العشيات5
________
________
تحلقت سيدات من أعمار متوسطة متفاوتة حول "بنت الخير" فأضفى حضورهن سكينة واحتراما على أجواء الحفل المرتجل ..
عندما أطلقت الفنانة سيلا من الترحيب والتمجيد إلتفت الجميع فإذا بالسيدة محجوبة تدخل تتمعك في ملحفتها المتقدة نيلةً كأنما صبغت بالجمر، تنثر خلفها شلالات المسك مناخا من الأبهة و البذخ يغمر المخيم من عطرها الفواح ،تتدلى
على خدها الأسيل الحنطي الصقيل "مناشع" ذهبيةُ " الميَّال" فضيةُ "القرب" ، على غرتها "كتاب" من ذهب يتوسط "عصابة" من "المرفي" والعقيقو"الكوس" و"عين الحجلة" وينتهي عند الأطراف بتشكلة من "بقزز" محكمة التنويع منتظمة التوزيع نظيمة التوشيع..عندما أطلقت الفنانة سيلا من الترحيب والتمجيد إلتفت الجميع فإذا بالسيدة محجوبة تدخل تتمعك في ملحفتها المتقدة نيلةً كأنما صبغت بالجمر، تنثر خلفها شلالات المسك مناخا من الأبهة و البذخ يغمر المخيم من عطرها الفواح ،تتدلى
انبهر المراهقون لرؤيتها.. وهي التي لا تبرح خيمتها إلا لتزور والديها أو تعود مريضا من مستوى معيَّن.. قالت: أنتم اليوم رجال ومعكم ضيف كريم جاء ليصل رحمكم و رحمنا وصادف تسمية العصر باسم "عصر" جدنا الأجل "عبد الدائم" ... حدثتني "طويلة العمر" أن جميع أفراد "قومه" في كافة البطون و الأفخاذ كانوا علماء أو شعراء أوهما معاً ... فكونوا مثلهم ... أنتم غداً في ضيافة هذا الحي ،وبعد غد في أحد الأحياء الأخرى حسب العادة؛ وأقترح عليكم أن تبدأوا المباراة بــ"التعرقيب" بالخط على لوح" الختمة" وبالبيت التالي:
دعْ ما ادعته النصارى في نبيهم // واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم
ففيه يبرز الخطاط مهارته في هاء الوسط والمختم وتركيب العين وشفط الراء مع ياء الرق و كاف الحالتين..
أما "القطاع" فوحدها "بنت الخير" تعلم "الشور" المناسب له ، و إن كنتُ أعتبرُ "الزنقرة" مقياسا للقدرة على الارتجال و سعة الثروة اللغوية عند البداع، ثم إنه "عاقر" بعد قاف أحمد سالم :
ذو لعليات خْــــــلاتْهُم// ظحكتْ نِبانْ امْفَدْرَ
وْلانِي قايلْ مُولاتْهُـمْ // لِبْرَمنْ لِقْفَ تنْقْــــرَ
كان الجمع مأخوذا بجسمها العبل دون نحافة الممتلئ دون بدانة ، يتسقطون حديثها الناعم كحفيف أغصان الزيزفون غبَّ نسيم عليل، تفترعن لؤلؤ شتيت في عقيق منظوم بأشنب من عسل مختوم .
لا تقرُّ عين متابعها بين القوام البض و الطرف الغض وحركة الراحتين المخضبتين بحناء خفيفة كأنهما تقطران ماءً طهورا تحدر من غمامة عابرة شفها الوجد من لعب أصابعها بأفئدة المتحلقين حول سيدة الرفاه الساجم في كفيها منذ ألف سنة من مولد البيضاني الأول.
قال "كبادي" النحيف ، في جُرْأته المعهودة ،في قصدٍ متعمَّدٍ ، دون أن يرفَّ له جفن ، أيتها "الشيخة"... من القائل:
صَفراءُ كالسِّيرَاءِ، أكْمِلَ خَلقُها كالغُصنِ، في غُلَوائِهِ، المتأوِّدِ
والبَطنُ ذو عُكَنٍ، لطيفٌ طَيّهُ، والإتْبُ تَنْفُجُهُ بثَدْيٍ مُقْعَدِ
محطُوطَة المتنَينِ، غيرُ مُفاضَة ريّا الرّوادِفِ، بَضّة المتَجرَّدِ
قامتْ تراءى بينَ سجفيْ كلة كالشّمسِ يومَ طُلُوعِها بالأسعُدِ
أوْ دُرّةٍ صَدَفِيّة غوّاصُها بهجٌ متى يرها يهلّ ويسجدِ
أو دُميَةٍ مِنْ مَرْمَرٍ، مرفوعةٍ، بنيتْ بآجرٍ ، تشادُ ، وقرمدِ
سَقَطَ النّصيفُ، ولم تُرِدْ إسقاطَهُ، فتناولتهُ ، واتقتنا باليدِ
بمُخَضَّبٍ رَخْصٍ، كأنّ بنانَهُ عنم على اغصانه لم يعقدِ
نظرَتْ إليك بحاجةٍ لم تَقْضِها، نظرَ السقيمِ إلى وجوهِ العودِ
والبَطنُ ذو عُكَنٍ، لطيفٌ طَيّهُ، والإتْبُ تَنْفُجُهُ بثَدْيٍ مُقْعَدِ
محطُوطَة المتنَينِ، غيرُ مُفاضَة ريّا الرّوادِفِ، بَضّة المتَجرَّدِ
قامتْ تراءى بينَ سجفيْ كلة كالشّمسِ يومَ طُلُوعِها بالأسعُدِ
أوْ دُرّةٍ صَدَفِيّة غوّاصُها بهجٌ متى يرها يهلّ ويسجدِ
أو دُميَةٍ مِنْ مَرْمَرٍ، مرفوعةٍ، بنيتْ بآجرٍ ، تشادُ ، وقرمدِ
سَقَطَ النّصيفُ، ولم تُرِدْ إسقاطَهُ، فتناولتهُ ، واتقتنا باليدِ
بمُخَضَّبٍ رَخْصٍ، كأنّ بنانَهُ عنم على اغصانه لم يعقدِ
نظرَتْ إليك بحاجةٍ لم تَقْضِها، نظرَ السقيمِ إلى وجوهِ العودِ
قالتْ : كبادي ، مع أننا لسنا من "عصر" واحدٍ ، فسأجيبك ، هذه قصيدة المتجردة للنابغة االذبياني، و عندما تصلون إلى "الزرق" في الإعراب سأتولى "زرقك" لِنَرَ أين تصل جرأتك بك...


ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق