الاثنين، 20 يوليو 2015

محمد سالم ابن جد نارُ گنَّارْ دَيْدَمْ دكار (10)

نارُ گنَّارْ دَيْدَمْ دكار (10)
عندما أغلق صاحبي الباب استعدادا لتدليكي بدأت أمور أخرى تتكشف:
1. أنا في متجر وعلي شراء مرهم التدليك الذي يفترض أنه جزء من الخدمة التي دفعت ثمنها؛ وهو ما ذكرني بأيام خلت كان البرنامج العالمي لمكافحة الملاريا يوفر أدويتها للمؤسسات الصحية فندفع ثمنها للممرضين
والأطباء في مكاتبهم وفي قاعات العلاج يدا بيد. (حدث هذا كثيرا في مستوصف تيارت على الأقل).
2. مدة التدليك لا تصل إلى خمس دقائق ولا دور لليد فيها بشكل مباشر!
3. الأمر لا يعدو جهازا ذبذبيا شبيها بمكواة الثياب، والوقت لا يعدو مقدار كي قميص خفيف.
4. الرجل المعني بالمهمة غضبان دون سبب ظاهر، ويتصرف بشكل مستفز، ويتقزز من المريض (أو هكذا هو معي) لدرجة أنه لم يلمس جسدي أبدا بيده! فإذا أراد مسح المرهم على ظهري تمهيدا لعمله العبثي أمرَّ جانب فتحة الأنبوب على جسدي ثم مسحها عليه غير مبال بحدة نتوءاتها؛ حتى يخيل إلي أنها خلفت في جروحا دامية! وأنا من يغلق المرهم ويعيده إلى علبته عند الانتهاء، بينما يجلس هو ناظرا إلي نظرة غريبة!
في داكار كانت الحصة تجري في ظل حديث ودي وتدوم حوالي 45 دقيقة وتتألف من عدة أجزاء مدار كلها على التدليك اليدوي المباشر تتخلله فواصل من قبيل كيس يحوي ماء ساخنا لتنشيط الدورة الدموية، ولم أشتر أية مادة وإنما دفعت مبلغا محددا وانتهى الأمر. وكان معالجي إنسانيا ورفيقا، فكثيرا ما سألني أثناء التدليك بلطف: هل تألمت؟ فأرد مطمئنا بأني تألمت ولكن ليواصل؛ فالألم هو الذي ساقني إليه، إذ لو لم يكن في جسدي ما يؤلم لما جئت هناك.
أما هنا في عقر داري فيعاملني شخص يفترض أنه يقاسمني الانتماء والشعور والرباط الوطني بما تقدم وبما سيأتي بعضه بإذن الله!

ليست هناك تعليقات :