الاثنين، 25 مايو 2015

Khaled Elvadhel الزمن!


الزمن!
السنوات باتت تركض كأنها عداءة كينية...في ليلة 25 مايو من 2012 كنت وأنا صديقي نتجاذب أطراف الحديث في أعالي "بريميل"،عرجنا على الماضي واسراره،وهناك سر دفين وعدته أنني سأخبره أياه في ليلة 25 مايو 2015،ثلاث سنوات ظننتها كفيلة
بأن تجعل النسيان يطوق ذاكرته،لكنه أتصل بي منذ أيام ليذكرني باقتراب التاريخ!!
يقول المثل الشعبي "المدرك بليام عريان"،ويقول الزمن لا تغرنكم لحظاتي الناعمة إنني دوار!
كم من رجل مشي بخيلاء في دروب الحياة،والجاه عن يمنيه والمال عن شماله وتاج الصحة فوق رأسه وتقلب بين أهله فرحا!
وفجأة تلاشي بهرج النعم،فوجد نفسه وحيدا محاطا بالحكم والعبر...نحن "عمال الدولة" دائما نتحلى بالحكمة في نهاية الشهر،لإن خلو الجيوب يوقظ التأمل!
دخل أحدهم للمتجر بخطى متثاقلة وبنظرات يتطاير منها شرر الحياء،رفع بصره جهة البائع،كانت هناك لافتة كبيرة كتب عليها "الدين ممنوع والرزق مضمون"،اشترى مؤونة اسبوع من "امبورو اليابس" والحليب المجفف،وعاد ادراجه وهو يردد:ليت موريتانيا تدرك أن الرزق مضمون وتغلق دفاتر ديونها عند البنك الدولي،وليت رئيس الجمهورية يدرك أنها لو دامت لمعاوية لما وصلت إليه،وأن ظلال السلطة ستتقلص عندما تسطع عليها شمس الزمن،وأن الشعب الموريتاني يساند فقط رياح المصالح،وإن كان لا يصدقني عليه أن يفتش أرشيف الإذاعة والتلفزة ويفتش نفسه!!
صديقي سيتصل بي من أجل الدين القديم(السر) كما سماه،بينما سأذكره أنا ببعض الدين(فظة)،ربما نسيه لكنني أتذكره بشكل جيد،هذه بتلك يا صديقي! وبالمناسبة الشعب الموريتاني "عاد أعوج"،كل الذين أخذوا الدين مني لم يسددوه..هل يظنوني منظمة إنسانية أو هيئة خيرية!!
الحمد لله لا أعلم أحدا يطالبني بدين قديم كان أو جديد،باستثناء حصتى من ديون موريتانيا،وسأتركها لحفيدي الصغير ليسددها،إن كان سيرى النور!
فجدته(والدة أبني) تأخرت كثيرا لقد اشتقت إليها،أتمنى أن يكون أنفها جميلا
من المجذوبة نوكيا 205،قرب النافذة المطلة على المساء وهناك حمار يتحرش بأطلال العلف في الشارع،وأنا أعيش الأيام الأخيرة في تامشكط بعد سنتين هي حصيلة تجربتي مع قطاع التعليم..أتذكر اليوم الأول لي كأنه كان بالأمس الزمن يمر بسرعة!
الخامسة و 3 دقائق