الثلاثاء، 19 مايو 2015

‏ليلى شغالي أحمد محمود‏. تسجيل حالة .. جو شنقيط الحبيبة ..


تسجيل حالة ..
جو شنقيط الحبيبة ..
حار للغاية والظلام دامس...
رغم أعمدة النور المتراصة والتى يضاء عدد منها دون الآخر..
لا تجد من ساكنتها الا القلة القليلة تتحرك بحثا عن متنفس هواء تمليه سجيتها الصحراوية من نفحاتها التى
مرة تتيمز طياتها بسخونة بالغة أو كما نسميه (باروش). 
وغالب أهل المدينة خانع فى محله..
دون حراك يذكر فحتى ان قررت زيارة لجيراني أجد نفس الرتابة والخمول...
لا شيء يبعث على الحماس. وكأن الجميع قد ظعن عنها أو أنها للأسف .فقدت طابعها الحيوي..بشكل ملحوظ..
الا فى ساعات النهار اذ يتجمهر البعض داخل الدكاكين ينتظرون قضاء مهامهم من أسواقها...الجميلة بطباعها الأثري فتلفتك دماثة خلق أهلها ..النبلاء فى طريقتهم للتعاطي.. ومحاولة الاستئناس ببعضهم البعض ولا غرابة فهم أصلاء منحدرون من غدائرها العلمية التاريخية (شنقيط) ومتجذرون فيها وهكذا تجدهم نهارا يشكلون لوحات أثرية صارخة بالمعاني والقيم والملاحة فى أرواحهم طافرة وليس لأني بنتهم أقول هذا بل الواقع الذى لا يغفله أحد اذا ما زار هذه البقعة العظيمة بمكتنزاتها وأهلها الكرماء..
الا أنه خلال هذا الجو وغياب الكثيرين من من يشكلون لها روحا منعشة.. أجد أنه بالنسبة لي اثر قليل من العمل يختص بي أظل النهار كادحة ما بين الأماكن الادارية للمدينة ان كان الأمر يستدعي ذلك أو بين أزقتها العتيقة محاولة مني لاستنطاق التاريخ بطريقتي أو لأستنهض رغبتي فى الكتابة ولي مع الليل حكاية تأمل..فارهة
وأنا أسير متباطئة لاستجلاء فكرتي حول ما تعنيه لي هذه الجوهرة المكنوزة بين التلال الرملية..المتصحرة..
فما بين الدار العتيقة والبطحاء.. أوزع وقتي وخطاي وكأنه ليس لي من رجع أسترجع به قوة احساسي بهذه المآثر غيره حتى لا أقول يحثني الجو الرتيب..على أن يتوقف مشواري ما بينهما..
دمتم أحبتي فالله أرجوه أن يلطف بنا جميعا ويسلمنا من المكاره..
فعليه الحسب فى المرام والمتكل.

ليست هناك تعليقات :