النكبة 3
عند الغسال القطب كنت أودع دراريعي الشكية البيضاء كل نهاية أسبوع تقريبا، وعليها هذه العلامة: PH.P (اختصاري لترجمة: مشكلة فلسطين) كان هذا منتصف التسعينات، كان وعيي بالقضية مستقى من إذاعة
البي بي سي ومن مقالات محدودة بمجلة هنا لندن، والوطن العربي... والعربي.. ومع ذلك كنت أعرف دلالة النكسة والنكبة والعبور... الجولان الضفة وغزة .. بقدرما تسمح ثقافة تيفاي من الدرجة العاشرة يبيع علب السجائر في رمضاء شارع الرزق.
تطورت المغاسل لاحقا، وأبدلت العلامة المرقونة على الثياب بالورقة الصغيرة المدبسة، بأناقة مفتعلة.
خيالاتي الأولى عن القضية الفلسطينية كانت في بعض المحاضرات بداية التسعينات، كوفية أبي عمار، ومواقف بعض رافضي أوسلو، قصائد أحمدو ولد عبد القادر، ومقال يتيم في نسخة من جريدة الحياة، كتب بلال الحسن. خيالات من أحداث انتفاضة الحجارة.
لا ميول لي يومئذ، ولا وصل بأي ليلى... إلا أن شيئا كان يقول لي إن فلسطين جزء من الوعي والوطن والذاكرة.... توطدت علاقتي بها لاحقا، وحين وطئت قدماي غزة بعد 15 عاما من إيداع الدراريع عند القطب كانت فلسطين أوضح، كما هي اليوم مضيئة.
للمزيد: زروا صفحة الكاتب على الفيس بووك.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق