الاثنين، 16 فبراير 2015

ناجي محمد الإمام الذاكرة الإنتقائية


الذاكرة الإنتقائية
لا بُدَّ أن يكون الأصدقاء والمعارف قد لا حظوا حرصي على أن لا أتناول بالحديث أي أمرٍ يتعلق بأهل بيتي بالمعنى الضيق أو الواسع ، لدرجة غمط حقهم في أن يعرفهم الناس ، لأنني أعتبر أن
"الشخصية العامة" ملكية عامة يتناولها الجميع (بالقدح في بلادنا غالبا) و (المدح في أرضنا نادراً) فارتأيتُ أن أجنبهم تحمل الحالتيْن و وِزْرَ المُشاحَتين و لكن "العرق دسَّاس) كما تقول العرب.
من ذلك أن ابننا (سمحوا لي المدصارة) عبد الناصر سافر أمس في بعثة إلى أنقرة ببلاد الأتراك النجباء حيث ضريح ٱبي ٱيوب الانصاري فاتح أرض الخلافة الإسلامية الاخيرة و آثارها العطرة و حيث تخوض طليعة تركية محترمة تجربة اقتصادية باهرة النجاح و أخرى سياسية ناشطة لها مؤيدون وعليها معترضون (ومن لا يعمل لا يُخطئ) ...و لي شخصيا في مفاصلها معارف من عهديْ تورغوت أوزال و أربكان ولهم عليّ الإحترام و التقدير وحق الإختلاف في عدم التطابق مكفول.
و لكن الذاكرة عندنا مولعة حدَّ الهوس بتذكر مواضع الخلاف و نسيان مواطن الائتلاف الكثيرة ، على سُنة المثل :" الْ ما خَلِّ الزوايا يِجَّابروا عَلْ الفايْتاتْ" حتى و لو كانتْ من باب " يرحم الموجب"...
فقد بعث إليّ الإبن صورة منه وهو على ثلج انقرة أو إسطنبول ، وبفرح أبوي غامر ،لأول مرة، أنزلتُ الصورة و دعوت له بالحفظ (سامحيني يا أُمي قد أيه الضنا غالي!) ..فانبرى بعد ثوان و بحسن نية ـ لا شك ـ أحدُ الأحبة ليستغرب وجود عبد الناصر على ثلوج أنقرة التي أضافها إلى مدرسة فكرية مناضلة محترمة، و لكم أن تتخيلوا المسافة ...
و لعله من التوفيق ،لله المنة ،أن يتسنى،من باب" الشيء بالشيء يذكر "،أن أُوَّضح ما يلي:
إنني أنا العبد الفقير إلى ربه فقط، المسلم المؤمن الناصري القومي العربي الإفريقي من ذؤابة ناصيتي حتى أخمص قدمي ،،أحترم و أقدر و أجلُّ المنتمين إلى فكر الشيخ المجاهد الشهيد حسن البنا و تنظيمه الموسوم بالإخوان المسلمين ....ولا أجترُّ خصومة طوى الزمن تفاصيلها و لا تعنيني في مفرداتها القطرية وفترتها المتجاوزة، كما أمتلك الحق في أن لا أرث التصرف بل الفكر من الجميع رحمهم الله و تجاوز عنهم ...
" الماضي بقع مُضيئة وأخرى مدلهمة فلنتذكر السطوع"

ليست هناك تعليقات :