السبت، 24 يناير 2015

Khaled Elvadhel ولد وعاش ومات!


ولد وعاش ومات!
تعيش لسنوات طويلة بين الفرح والحزن،وبين الألم والنشوة،فيأتي مدرس التاريخ ليختزلها في عدة سطور،وربما تسقط من حافة التاريخ،ويكون حظك من الجغرافيا حفرة ضيقة!
سكان الأرض 7 مليارات من البشر،ومع ذالك سترحل وحدك،وأنت تشعر بالعزلة،وسَتُسْحبُ روحك وعيونك شاخصة تشاهد اللقطات الأخيرة من هذه
الدنيا،سترى عيوناً تحبك وهي عاجزة عن منحك لحظة أخرى تزيد بها عمرك،فتتذكر أياما كنت فيها تتذمر من كسل عقارب الساعة،سترى الشاي وهو يبرد لئن ميكائيل أغلق صحيفة رزقك،والورثة يقفون عند الباب يستعجلون تقسيم الكعكة،وبالنسبة لي سأترك لهم أي الورثة(معزاة وجهاز hp ودبابة صينية تمسك الطاقة لمدة أسبوع وهاتف نوكيا وبطاقة تعريف وطنية ورواية غير مكتملة)
عاش "الملك" ورحل "الملك"،إنه الموت لا يميز بين الشعب والحاشية والملوك،لقد رحل العاهل السعودي إلى العزيز الحكيم،ووجب الإمساك عن الإنسان"عبد الله بن عبد العزيز" الخالي قبره الآن من الألقاب ،ريثما ينتهي الحداد،فالتاريخ حي يرزق،وسيتكفل بكل شيء،ولا داعي لتشفي من الموتى،فهو كالتمثيل بالجثث،وليت الزعماء يدركون الدرس(ونحن أيضا)،قبل بيان النعي،وإقلاع طائرة العمر من مدرج الحياة إلى العالم السرمدي،فللأسف ديمقراطية الموت هي الوحيدة القادرة على تجديد الطبقة السياسية في عالمنا العربي والإسلامي!
لست ضليعاً في الجغرافيا السياسية،ولا علم لي بما يدور في مراكز الدراسات،ولا أتابع جرائد الصباح،ولا بما تجود به عقول المفكرين،البرنامج الوحيد الذي أتابعه باهتمام "المناهل" على الموريتانية 2 ومسلسل"توم وجيري"ومصارعة الثيران والرقص عند سكان الحبشة(إريتريا وأثيوبيا)،والقضية الوحيدة التي حللتها بنجاح،هي الأزمات العاطفية عند صديقي العاطل عن العمل،وقد نصحته بترك أحلام اليقظة من قبيل(وفي الأخير اتخذ المجلس الإجراءات الخصوصية التالية...)،فهو خجول ويحفظ النشيد الوطني بشكل جيد ويعتقد أن نسبة البطالة 10%!
لقد ابتعدنا عن الموت وعن بيت القصيد،اعتقد أن 2015 ستكون صاخبة جداً،ومكتظة بالأحداث والأخبار المفاجئة على الصعيد العالمي،وستظهر بعض الجزر الخضراء في عيون الوطن!
أتمنى لكم دولة سعيدة وعاصمة سعيدة وحكومة سعيدة ومعارضة سعيدة،والساعة في تامشكط تشير إلى 7 صباحاً و58 دقيقة،في هذا الصباح الجميل المطرز بكؤوس الشاي،ولفيف محترم من الخبز الوطني"امبورو لحطب،وتجمع كثيف لحبوب "كرتَ" المهلوسة،وبين 4 جدران من الطين،وتحت سقف من جذوع العشار"انتورجه"،ومزيج من أصوات الديكة والعصافير والماعز و"جديان"،أهدي كل هذا إلى كل مغترب اشتاق للمشي حافي القدمين على رمال الوطن،وإلى القرن 21!

ليست هناك تعليقات :