الاثنين، 12 يناير 2015

ناجي محمد الإمام إنهم قيادة العالم ... ولكنهم لا يستحقونها

إنهم قيادة العالم ... ولكنهم لا يستحقونها
(حلقة 1 من 4)
إن من يعرف ، مثلى ، الغربَ و لا سيما "الأم الحنون"* فرنسا ، لابدّ أن يدرك أَمْرَيْن متجذرين في العقل الجمعي لهذه الحضارة الغالبة المتغلبة المُغالبة:

ــ المركزية الذاتية الطاغية عند ما يتعرض الغرب لهزة تمس أسس غلبته بحيث لا يبقى للآخر مكان ولا يحسب له حساب لحظةَ طغيان تعصب اللاوعي .
ــ الحضور الأوحد للعامل اليهودي في رَأْيِ و فعلِ و فكرِ الغرب و سيطرته المُحكمة على المنظومة التي تتبادل الحكم في اللعبة الديمقراطية المضبوطة مقدما.
و من يستوعب هاتين الثابتتين الغربيتين ، مثلي ،لا يمكن أن ينتظر انصافاً ولا عدلاً من هذه المنظومة الحاكمة ولا حتى حدوث تغيُّر في مستقبلٍ معقول لصالح أي قضية أخرى.

لقد استطاعت "الحضارة المسيحية/اليهودية "* أن تهيمن و تُنَمِّطَ العالم على مقاسها لتحكمه ب"نعومة" بعدما طوَّعته بقسوة لم يشهد لها مثيلا في تاريخه الحافل و تغلبت على كل ما عداها واستوعبت دروس حروبها الداخلية ولا سيما ما اصطلح على تسميته بالحربين العالميتين* حيث حسم الصراع العقدي بين المعادين لليهودية الذين كانوا يعتبرون "المرابي*" اليهودي أُس البلاء وبين المساندين لها الذين يؤمنون بأن الحضارة المبنية على العهدين الأول*(التوراة) والثاني*(الإنجيل) هي حضارة واحدة أو متكاملة رغم سوابق "الصَّلب*" و "المحرقة*" و"التكذيبيين*" وهي متغلبة وعليها أن تحكم القبضة على الكون ولا سيما الحضارة الوحيدة النقيضة "القابلة للتصدير"*.
وبعقول باردة عالمة نسجت الحضارة المسيحية/اليهودية شبكة من المفاهيم و القيم" الإنسانية" في مطلق ظاهرها المُعدَّة بإحكامٍ لوضع "الآخر"، بفعل تخلفه الفكري، في تناقض مع " الحرية " و"العدل" و"المساواة" ،ليسهل اصطياده كلما أثخنته المظالم " الناعمة" المكتوبة على جبينه، مضافة إلى سيطرة المال والعلم و التقانة و القوة الغاشمة المكنونة في ملفات الأحلاف الإنتاجية و العسكرية و"الذهنية".
واستتب لها الأمر أيما استتباب بعد تحطم وتفكك بقايا "نصفها"* الإلحادي المشاكس ،
هذا المكسب الاستراتيجي الذي جعل مركز النبض المسيحي ينتظم و يتوحد لأول مرة منذ انتصار الكثلكة بسقوط غرناطة و الحروب الصليبية، وبدأت الإطباق على "مناقضها" الإسلامي رغم خَوَرِه و تفتته و تشرذمه سياسيا و اقتصاديا وثقافيا ، استباقا لأي إمكانية لنهوضه في مقبل الزمن.