الورقة الأولى والورقة الأخيرة!
العمل في التعليم يشبه العمل في الحقول والمناجم والبحث عن اللؤلؤ في أعماق المحيطات!!
وتصحيح أوراق الإختبار يشبه إستجواب الأبرياء في غرف معتمة،فالبعض يقترب من ضفاف 20 عن جدارة،والبعض يأتي كيوم ولدته أمه خالي الوفاض،وقد رسم دائرة مشوهة في أقصى الورقة،أو
مثلثاً ضامراً كمثلث "الأمل" أو مجوفاً ومخيفاً كمثلث "برمودا"
وتلك ترسم زاوية منبطحة كالبيان الختامي للقمم العربية،وهذا يعتدي بشكل سافر على قطر الدائرة فيقوم بإطاله وتقزيمه على هواه كما يفعل المستوطنون بالأراضي الفلسطينية،وأحدهم ينفخ الروح في الصفر ويضعه في المقام وهو لا يدرك أن الصفر "ول خيمة كبيرة" فقد أكتشفه العرب ووضعه في أسفل الكسر عمل مشين ويستوجب الشجب والتنديد من القابعين في خبايا وزارة التعليم كالتماثيل القديمة يبحثون عن "البقشيش" تحت أشجارها اليابسة!!
نعود للدرس!!
والرجاء ربط أحزمة الأمان فسنمارس القليل من "الشحْ" والمطبات كثيرة وكذلك الحفر ونحن في سنة "التعليم" هذه وكما قال "الكوري" الفائت "أسْنَه سنَ"،فالدفاتر بدأت تشعر بالخوف والأقلام بدأت تتكسر كالنصال وغبار "الطباشير" أخذ يتصاعد قبالة السبورة وبين الفصول!!
إنها الحرب!!
والله إن عجائز الدول الإسكندنافية ضحكن حتى شربن دموعهن عندما سمعن سنة "التعليم" فثلاثون عاماً لا تكفي فكيف بسنة!!
اللهم إذا أقحمنا النظرية النسبية وذهبنا إلى الثقوب السوداء حيث ينعدم الزمن والمكان!!
وأنا بوصفي خلية جذعية حزينة تم دمجها في خاصرة وزارة التعليم مع بداية أزدهار "الربيع العربي" وظهور طائر الفينيق أواخر 2011!!
لتعيش سنتين من "البيات المعرفي" في المدرسة العليا لتكوين الأساتذة وقد أحسست عند خروجي أن تلك السنتين تشبهان "سحومْ معرظ"!!
وفي منتصف السنة الأخيرة عندما رأيت التعليم من الداخلْ وشعرت أنه مجرد جنازة ولا أريد أن أشارك في تشييعها،قررت التنحي طواعية قبل التخرجْ بشهور قلائل وجلست حوالي شهر مع "العاطلين عن العمل" والمؤلفة قلوبهم في أزقة الأحلام الوردية الضيقة،لأوصف "بالجنون" والحماقة ساعتها،ولم أكن "أنتوي" العودة على طريقة "مبارك" لولا أن الوالدة العزيزة "حلْفتْ يدني نرجعْ" فعدت وما "أحلى" العودة إليه!!
يبدو أن الدرس قد طال جداً!
فبعضكم بدأ يشعر بالنعاس وبعضكم رفع إصبعه يريد حاجة وبعضكم بدأ بالتشويش وبالغمز واللمز والكلام في غرف الدردشة،أنتم تذكرونني بالسنة أولى أعدادي الفوضي عندهم كالنار المقدسة عن الفرس "ماتطفي"،لكن قبل قرع الجرس سأوزع عليكم النتائج!!
الورقة الأولى صاحبتها بنت تحصلت على 19،25 من 20
والورقة الأخيرة صاحبها تحصل على 1 من 20 ونتيجة لعملية تبرع!!
وتلك المسافة الفاصلة بين الورقتين هي المسافة الفاصلة بين واقع التعليم وإصلاح التعليم وتريد الدولة أن تقطعها في سنة!!
لقد إنتهت الحصة سنبدأ بالنداء وكل من يمرون من هنا خلسة كالأشباح يقرأون ما نكتب ولا يتركون أثراً سنسجل عليهم الغياب!!
والذين يقومون بالإختلاس ويعيدون النشر في مكان آخر أقول لهم لا يهمني ذكر أسمي فلا تهمني "الشهرة" ولكن أرجوكم ساعة تامشكط لا تعطلوها دعوها تعمل!!
9 صباحاً و 32 دقيقة بتوقيت تامشكط وعلى سكان "لكصر من فوك" مراعاة فارق التوقيت ونطالبهم بحق العودة!!
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق