من تاريخ المقاومة والمقاومين الذي لم يكتب بعد
في نهاية عقد عشرينيات القرن الماضي بدأ ميزان القوى العسكري يميل بشكل كبير لصالح القوات الاستعمارية ومن حالفها، وهو ما جعل مجموعات معتبرة من أهل الشمال (الساحل )تقبل بالدخول في معاهدة المستعمر المعروفة محليا ب ( المكاتبة) .
رفض مجاهدان من رموز مقاومة الشمال هذا الأمر هما
اسماعيل ولد الباردي ( أبياه) وامحمد ولد حمادي وواصلا مناوشة الحاميات العسكرية الفرنسية والإغارة عليها في مواطن كثيرة من ذلك غارة ( حفرة ودان) 1925 المعروفة في الروايات الشعبية أيضا بغزِّ ( لكديم) ويوم ( الخيل) نسبة إلى فرسين كانتا عند المجاهدين المذكورين، استخدماهما في أسلوب تكتيكي بارع ( تحدثت المصادر الفرنسية بتفصيل عن نتائجه الكارثية على الفرنسيين في تلك المعركة) وهو الإعارة بهما على موطن الحامية لجعلها في كامل مدى بندقيتيهما القصير مقارنة بمدى مدافع القناصة، وفي كرة امحمد الثالثة أصيبت فرسة إصابة مباشرة كَبَتْ به على إثرها في أرض العدو، واصيبت رجله اليسرى إصابة بليغة، غير أن اسماعيل كان قريبا منه في كرته الرابعة فمر عليه مسرعا وحمله معه على فرسه وعاج صدرها نحو الحامية وبعد أن أفرغا ذخيرة بندقيتيهما عادت بهما مثخنة بجراح اسقطتها وسط المسافة. على الفور قفز اسماعيل وحمل رفيقه وسلاحه وعاد إلى المجاهدين الذين تراجعوا على الجمال دون خسارة تذكر غير هذه، وبعد أن انتشر الخبر أراد أحد الشعراء ، كان مقربا من مجموعة ( المكاتبين) التعريض بالمجاهدين وخيلهم فقال:رفض مجاهدان من رموز مقاومة الشمال هذا الأمر هما
الخيل الحرات الزينات** أل ساميهم مانسموه
أمع ذ الخيل التليات ** أمنات امبود ال شيهوه
فأجابه الدخيا ولد سيدي باب :
مَسلمْ ساكنْ هَذِ الدخل ** أُكايلْ عَنُّ فَعْلَ لَعلّ
فالمقام العالِ واعْلَ** رِباطِ الخيلِ مشرّطْ
أربطهم ما عدل فعْلَ** بيهم فالروم المسلّطْ
ماه رابط كون الوحلَ** والذنبْ أعزت يتورط
ذ من مسلمْ كامل هون ** وألَّ مَرْكَبْ راكبْلُ خَطْ
يسو ما يشرمط بَفْنونْ ** العَدَّ واسوَ ما يربَطْ
لحرارات الخاطِ يكون** أحمد واسماعيل أفقط
يكون أل عاد أدور إعود ** كيفتهم فُعيدْ البارود
نارُ تشعلْ وإعودْ أبْرودْ** عندُ ذاك أسوَ يشرْمَطْ
وإل عاد أل مول شود** امن ذاك أل تم أمقط
بن رابط خيل امن الدود** الخيل الرابط ما تربط
الرواية والأبيات نقلتهما من حديث طويل أجريته مع المجاهد العابد شداد ولد يوسف في شتاء 1991 في نواكشوط، وشداد هو أول الواصلين لجثمان الشهيد الأمير سيد احمد ولد أحمد ولد عيدة بوديان الخروب بعد أن تركه الغزاة، وهو ضمن الجماعة التي صلت عليه ودفنته وحملت ظعينته وبقية رفقته إلى مضارب قبيلة الركيبات المجاهدة التي كانت هي وجهته في هجرته، رحمه الله.
مَسلمْ ساكنْ هَذِ الدخل ** أُكايلْ عَنُّ فَعْلَ لَعلّ
فالمقام العالِ واعْلَ** رِباطِ الخيلِ مشرّطْ
أربطهم ما عدل فعْلَ** بيهم فالروم المسلّطْ
ماه رابط كون الوحلَ** والذنبْ أعزت يتورط
ذ من مسلمْ كامل هون ** وألَّ مَرْكَبْ راكبْلُ خَطْ
يسو ما يشرمط بَفْنونْ ** العَدَّ واسوَ ما يربَطْ
لحرارات الخاطِ يكون** أحمد واسماعيل أفقط
يكون أل عاد أدور إعود ** كيفتهم فُعيدْ البارود
نارُ تشعلْ وإعودْ أبْرودْ** عندُ ذاك أسوَ يشرْمَطْ
وإل عاد أل مول شود** امن ذاك أل تم أمقط
بن رابط خيل امن الدود** الخيل الرابط ما تربط
الرواية والأبيات نقلتهما من حديث طويل أجريته مع المجاهد العابد شداد ولد يوسف في شتاء 1991 في نواكشوط، وشداد هو أول الواصلين لجثمان الشهيد الأمير سيد احمد ولد أحمد ولد عيدة بوديان الخروب بعد أن تركه الغزاة، وهو ضمن الجماعة التي صلت عليه ودفنته وحملت ظعينته وبقية رفقته إلى مضارب قبيلة الركيبات المجاهدة التي كانت هي وجهته في هجرته، رحمه الله.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق