الأربعاء، 17 ديسمبر 2014

‏النبهاني ولد امغر‏ "الْــجَـــرَادِيَاتْ"


"الْــجَـــرَادِيَاتْ"
تزامَنَ شهر رمضان المبارك سنة 2004 مع غزو الجراد لِمناطقَ واسعة من التراب الوطني، وفي نهاية حلقة من حلقات البرنامج التلفزيوني الرمضاني "السهرة" قدم مقدمُ البرنامج السجل الذهبي لضيفه الشيخ الجليل
حمدا ولد التاه لتدوين انطباعاته، في تقليد دأب ذلك البرنامج عليه منذ ظهوره، فدوَّنَ البيتين التاليين وهما بيتين قديمين أوردهم الدميري في حياة الحيوان كما أظن :
مرَّ الجرادُ على حرثي فقلت له = لا تأكلنَّ ولا تهـمَمْ بإفسادِ
فقال منه خطيب فوق سنبلــةٍ = إنا على سفر لا بد من زادِ
وفي الحلقة الموالية كان العلامة محمد سالم ولد عدود رحمه الله ضيفا فكتب في السجل معلقا على البيتين :
ومَرَّ أيضا بمرعانا فقلت لــــه = ما ذا أمالكَ مرعًى غير مُـرتاد
فقال مالي مَـرادٌ غير تربتكم = فأكرموا نزل هذا الرائح الغــادِ
وبعد يوم أو يومين بعث الشاعر سيدي ولد لمجاد من الكويت بأبيات تقول:
إن كان مرَّ جــرادٌ فوق أربعنا = يقتاتُ زادًا هُنَا من غيـر ميعادِ
فما عدمنا ربيعًا في مرابعنا = فأنتم في حمانا خيرة الـــــزادِ
في كل سنبلة من علمكم مائة = قد انبتت ضعفها في السهل والوادي
وذي تحية تلميذ لكم عبقتْ = من الكويت بأزهـــــــار وأوراد
وفي تلك الأثناء زرت شيخنا الجليل حمدا ولد التاه في منزله العامر، فحدثته عن شيوع أمر الجراديات، واستعذاب الناس لها، ثم خطر في قلبي فجأة أن أشارك فيها تبركا فكتبت أبيات في الحال شجعها شيخنا وحملها تواضعا معه إلى حلقة ذلك المساء من السهرة الرمضانية التي كان ضيفا عليها وهي :
فيما مضى أخذ الأجداد للــــــــزاد = بعض الجراد وبعض تاه في الوادِي
واليوم عادَ الذي قد تاهَ يحمل في = أعماقه ثأر آباء و أجْــــــــــــــدادِ
فاستنفرت منه أسراب وألويــــــةٌ = ولم يمز خافيا في الحرث عن بادِ
قد جاءنا والرياض الخضــر يانعـــة = ولم يغادر سوى رمـــل وأعـــوادِ
فاستسلم الزارع المسكين في ألم = حيران يضرب أخماسًا بآحـادِ
وجادَ حمدا وعدودٌ بما كتبـــــــــا = في شأنه ولقد جاد ابن لمجَـاد
وبعد ذلك جرت مياه كثيرة تحت جسر الجراديات فعاد الشيخان وكتبا وأدلى العديد من علماء البلد وشعرائه بأدلهم في الموضوع، وأذكر أني عدت فكتبت:
امتعتمونا بإنشاء وإنشــــــادِ = في سهرة جمعت من خيرة الناد
ألقى الجراد عليها من مآكلهِ = ثوبًا قشيـــــــــبًا من أزهار وأورادِ
وباتَ في الوادي يرعى في خمائله = وبات أعلامنا والعلم في واد
فلا عدمنا جرادًا قد أثــاركــم = حتى أتيتم بشيئ غيـــر معتـــادِ
مودتي وتقديري


ليست هناك تعليقات :