الخميس، 18 ديسمبر 2014

الشيخ سيدي عبد الله المرأة والشعر :


المرأة والشعر :
.... ولم يهمل الشناقطة نقاش علاقة المرأة بالشعر من زاوية إبداعية ودينية، ومن الأمثلة على ذلك أن امرأة تدعى مريم بنت رجالٌ "كانت شاعرة وأديبة، أرسلت قصيدة تمدح بها بابا ابن الشيخ سيديا، وحين قرأها أعجبته القصيدة، فقال : من
هذه المرأة التي تقول شعرا كهذا ؟ فقيل له : إنها تدعى مريم بنت رجالٌ ، فرد بابا ابن الشيخ سيديا : هذا صحيح، فقائلة هذه الأبيات لا يمكن أن تكون بنت رجل واحد" .
وغير بعيد من هذا الموقف نجد الشيخ سيديا الكبير، ينطلق من خلفية دينية، تجعله يحرم قرض الشعر على النساء، فقد رد على الشاعرة مريم بنت بلا الحسنية عندما مدحته بقصيدة بعثتها إليه - وكانت مريم هذه شاعرة "نبغت في الشعر واشتهرت به" - قائلا : "المرأة كلها عورة" .
وعن هذه المرأة يقول صاحب كتاب الشقرويات : إن الوسيط أخطأ في نسبها فهي ليست بنت بلا المذكور، كما أن الشيخ سيديا لم يكن يريد الطعن في شاعريتها، ولا تحريم قرض الشعر على النساء، بما نسب إليه، يقول : "هي مريم بنت الأمين بن الحاج وهي شقيقة حبيب الله بن الأمين بن الحاج، ولا نعلم على وجه التحديد تاريخ ميلادها، إلا أنه – دون شك – في العقد الأخير من القرن الثاني عشر الهجري أو قبله بقليل، وقد نشأت في بيئة علمية ثرية خصبة، حيث كان والدها الأمين بن الحاج صاحب محظرة مشتهرة، وكان النساء من أهل حيها : آل الفاضل ابن يدأمهم (أهل الفالِّي اﮔدمهم) مشاركات في العلوم، فليس – إذاً – من المستغرب أن تكون ذات حظ من المعرفة والأدب كجاراتها، ولكن تميزها كان في كتابة الشعر وتعاطيه في الأغراض، وقد بعثت إلى الشيخ سيديا بمدحة، أشيع أنه علق عليها بقوله (المرأة كلها عورة)، والحقيقة – كما يقول آخرون – أن الشيخ مر بحلقة من شباب زاويته يتحدثون عن القصيدة وعن الشاعرة، فكأنه كره لهم ذلك، أي الحديث عن المرأة، أية امرأة، فحينئذ صدر منه هذا التعليق توجيهاً وتربية لهم لا نيلاً وتقليلاً من شأنها" .
(حللنا هذه النماذج وغيرها في كتابنا عن النقد الشنقيطي) - ص 285

ليست هناك تعليقات :