تونس: أم الثورات والاستثناءات:
اليوم تتقدَّمُ تونسُ - بانْتخاباتها المُزْمَعَةِ- إلى عبور مُنْعرج حاسم، في مَسار ثوْرتها التي سَجَّلتْ ريادتَها، وحَقَّقَتْ اسْتِثْناءها العجيب، ضِمْنَ مسار الإحباطات، التي
واكبتْ أخواتِها من ثورات " الربيع العربي" المُحْتَرِق، بفضْل تمَيُّزِ رئيسها: السيد المناضل محمد المنصف المرزوقي، في إدارة الزعَازِعِ، وترْويضِ الزلازل، وتكْميم فوهاتِ البراكين، إضافةً لتألقِ نُجُوميته السياسية الساطعة، في القِمَم العربية، والدولية، وسَرِقتِه للأضواء بفصاحة خطابه، وأصالة أفكاره، وحصافة أطاريحه، وتناغُمِه الرائع مع حكيم "النهضة": المفكر الرشيد: راشد الغنوشي، الذي نأى بنفسه، وبإرْثه النضالي، عن التهافُت على السلطة، ولم ينْحرفْ بحِرَكتِه إلى جشَعِ الاسْتِحْواذ على مَفاصل السلطة كلها دفعةً واحدةً، بل إنَّ هذيْن القائديْن أسْتقطبا خِيرَةَ النُّخْبَة السياسية الثقافية الفكرية، للشراكة المُتكافئة في ترْشيد ثوْرِة البلد، التي هي أهم ثرَواتِه، وأحْوَجُها إلى الترْشيد، مُتجاوِزينَ-في سبيل ذلك- تناقضاتِ أسْلَمَةِ السياسة، وليبراليتها، ويساريتها معا، ليثبتا أنهما- فعْلا- "مُنْصِفٌ"، و"رَاشِدٌ"، وأنَّ تونس، "تُؤْنِس" فلبَ تاريخ "إفريقيا"، المُوحش، ورُوحَ العروبة الجريحة، من المحيط إلى الخليج، وأمَامَ هذه التداعيات المُتَزَاحِمَة؛ في ذهني، عنَّ لي أنْ أرْسِلَ بعْض المُلاحظاتِ، التي تؤطر تمَيُّزَ هذا " المنصف"، وذلك "الراشد"، و" تُونِسهما":(مقدمة مقال نشرته،قبل أيام في مواقعنا الالكترونية)
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق