السبت، 18 أكتوبر 2014

المختار السالم قصيدة جديدة / مخرزُ الملح

قصيدة جديدة / مخرزُ الملح
شعر/ المختار السالم
... أهديها إليك من النهد إلى النهد...!
يا مصرع الظل.. إن الليل قد وسَقا
وأوجعَ السفح حتى أنه اختنقا..
مالي وبابلُ أحداق تعلقني
بمخرز الملح حيث المرتقى انفتقا..
إذا تحلق
من حولي جوارحها
ترتبُ الريحُ في أحشائيَ القلقا..
وإن تعذّب عطرُ الماء حلّقَ منْ
مدّتْ شواطئي الكسلى له أفقا
الأبجدية أنثى الجمر في شفة
تكادُ تحرقُ من يحنو لها شبقا..
أنا أحبكِ.. كمْ جرح يخاصمني
على المرايا التي بايعتها مزقا..
والملحُ ينشرُ في خدي سنابلهُ
فهلْ شذى وجنتيك استعذب الأرقا..
حمامةُ الفجر لم تجنحْ إلى زمني
ولم توزعْ على أوتاريَ العبقا
فمنْ تكونين لولا أنني رجلٌ
يمارس الصحو حيث استبصرَ النفقا..
إذا تغنى بريدُ الانفجار دما
نما رمادك في أحداقه شفقا..
عيناك كم غسلتْ رؤيا قصائده
شموس عشق، ويا قلب الذي عشقا..
كم مربع للسنين الغافيات على
لحظ من القحط في أهدابها احترقا..
كم ضاع من لون أنثاهُ التي كتبتْ
قهرا على شفتيه الموجَ والغرقاَ؟
تخافهُ أن يذلّ البوحَ وهو إلى
راياتها وشّحَ الأجفانَ والحدقا
إن البلابل ما غنّتْ بقافية
تحاربُ النخلَ أو "تستأذبُ" الورقا..
بغدادُ ثأر دمشق.. تعرفين دمي؟
نهراك جفنٌ.. يدلّ الماء والحبقا..
والآن يتشحان الريح.. يحتملان
حزنهُ.. أهما للحزن قدْ خلقا!
من أغمضَ المخرز الملحيّ في دمه
ترتـــــقُ الرفض في أفنائه طرقا..
إني أعزيّ الضحى مذْ غاب عنْ قمم
أعادها الله للتاريخ منطلقا.
نواكشوط في: 14/10/214

ليست هناك تعليقات :