الأحد، 8 ديسمبر 2013

#نصيحة_وتحليل_سياسي|..لحبيب الشيخ محمد


 ما أراه الآن كتحليل للواقع السياسي بعد إعلان نتائج الشوط الأول ، هو أن حزب تواصل الإسلامي في مفترق طرق خطير وهام، ويحتاج لقدر كبير من القراءة الواعية الاستراتيجية لمآلات الأمور، وهناك نقاط ثلاث "محتملة" وستكون مفصلية بحول الله في تاريخ وكينونة الحزب والوطن ككل:
- أن يكون الرئيس الجنرال عزيز، استنتج بعد أن رأى قدرة حزب تواصل على الولوج في مناطق كثيرة نائية، كانت تقليديا ونمطيا محسومة لصالح حزب السلطة، أنه من الخطورة على نجاحه في الحصول "براحة على الأقل" على مأمورية جديدة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، بقاء حزب "إخواني إسلامي" بهذا الشكل، فقرر استدراجه بنفس الطريقة التي تم بها استدراج الإسلاميين في مصر للمشاركة السياسية والمغالبة فيها، ثم سيجعل الصراع بينه وبين بقية القوى الوطنية المعارضة "المقاطعة" يتأجج، ليصل إلى مستوى، سيتيح للرئيس الجنرال أن يضمن سكوت تلك القوى المعارضة، عندما يقرر استهداف وتصفية حزب تواصل.
-النقطة الثانية مرتبطة باحتمال النقطة الاولى، وهي أن يلجأ حزب تواصل الآن -وليس غدا- إلى استعادة التنسيق مع رفاقه في منسقية المعارضة، ووفق قاعدة : لقد حققت نوابا، لكنهم ليسوا لي بل هم مؤشر على قدرتنا متوحدين ، ومع مرشح توافقي واحد، على هزيمة حكم العسكر الجنرالات في الانتخابات الرئاسية الوشيكة.
سيكون حزب تواصل موفقا سياسيا -وعلى كل حال- لو اختار ذلك النهج، وحتى ولو لم تقبل أحزاب المقاطعة عودة التنسيق معه، فسيكسب سمعة جديدة، وأنصارا للتوافق والتوحد يزكون موقفه،وبالتالي يتقوى أكثر، وتصعب تصفيته لأنه لن يكون وحيدا.
النقطة الثالثة-أو التوقع الثالث- ولا أتمنى أن تحدث وهي أن يقرأ حزب تواصل فعلا ما يمكن أن يفعله الرئيس الجنرال لتصفيته، والانقلاب على نجاحاته، فيقرر تماهيا مع منطق اللحظة التاريخية -كما يسميه الرئيس جميل، والذي يتميز باستهداف لحكومات الإخوان في العالم العربي-، أن يهادن حكم الرئيس الجنرال ويقبل بتسوية معه، وفق قاعدة اقتسام الغنائم، وترك الغنيمة " الرئاسية" الكبرى للرئيس الجنرال دون منافسة له.
نصيحة: على حزب تواصل أن لا يثق في نفع أي براغماتية ولا تسوية ولا مهادنة ولا حوار مع حكم الرئيس الجنرال، فكل من فعلوا معه ذلك امتصهم ورماهم مجرد بقايا رماد.

ليست هناك تعليقات :