إرهاب فكري
------------
هنالك قضايا حقيقية في الإرهاب الفكري. طبعاً أنا أرفض إعدام الشيخ عبد القادر ملا، ليس لأنه فقط شيخ (فأنا لا أعرف عنه شيئاً إلا ما رأيته في الفيسبوك) بل لأنني ضد حكم الإعدام عموما (ومشكلة بعض من يبكي على الإعدام أنه يشَجّعه حتى في القضايا الفكرية ومشكلته معه غير مبدئية). أنا ضد الإعدام حتى بالنسبة للإعداميين الكبار أمثال جورج بوش وأسامة بن لادن. وأنا أرفض بنفس الطريقة إعدام الجنرال جانغ سونغ تايك، زوج عمة الزعيم الكوري الشمالي. النظام في بنغلادش وفي كوريا الشمالية (تماماً كالنظام في السعودية) هو نظام لعين، دموي، جاهل.
الآن يجب التمييز بين نمطين مختلفين من التعاطف مع الرموز. عندما توفيّ مانديلا تعاطفنا معه (بطرق مختلفة وأحياناً متناقضة: بعضها ديني، وبعضها إنساني وبعضها عولمي)، ولكننا لم نذهب إلى الآخرين مشيطنين إياهم لأنهم لم يتعاطفوا معه، فمن حقهم الصمت كما تقول الشرطة الأميركية (بل رفضنا منهم تكفيرنا لتعاطفنا معه، ورفضنا منهم منع الرحمة باسم الإسلام: من الواضح أن هنا إسلامات مختلفة في هذه النقطة على الأقل). في مقابل هذا هنالك من يشن حملة على الآخرين لأنهم لم يتعاطفوا مع رموزه هو (حتى وإن كانوا لا يعرفون عنهم شيئاً). إنه ينسى هنا الأممية والمثالية والرمزية والاشتهار (كل هذا معاً) التي هي السياق.
هنالك من يريد أن ينتقم من وضعه (المتقادم) في الركن باعتباره عدو السعادة والمشاعر العامة من خلال متابعة عداوته للسعادة بمتابعة معركته التكفيرية في قضايا مشاعر أقل عمومية. إنه أيضاً يقضي وقته في نشر التلفيق عن رموز غيره ليمنع التعاطف معهم؛ يمكنه أيضاً أن يواصل معركته بنشر التلفيق عن رموزه ليجعل التعاطف معهم قضية فرض عين يمكنه أن يقصف على التخلف عن التعاطف معها. الأدهى هنالك من قضى وقته في الهجوم على رموز البعض وقت وفاتهم وهو الآن يسبهم بسبب عدم الوقوف مع رموزه هو وقت وفاتهم. إنه يُبعد الآخرين بإدانتهم على اختلافهم، ولكنه يعود وينفي الاختلاف مطالباً إياهم بالبكاء معه على قتلاه.
إنه يُريد أن يأكل لحم الرقبة. خبزه جاهز ومرقه ناضج.
------------
هنالك قضايا حقيقية في الإرهاب الفكري. طبعاً أنا أرفض إعدام الشيخ عبد القادر ملا، ليس لأنه فقط شيخ (فأنا لا أعرف عنه شيئاً إلا ما رأيته في الفيسبوك) بل لأنني ضد حكم الإعدام عموما (ومشكلة بعض من يبكي على الإعدام أنه يشَجّعه حتى في القضايا الفكرية ومشكلته معه غير مبدئية). أنا ضد الإعدام حتى بالنسبة للإعداميين الكبار أمثال جورج بوش وأسامة بن لادن. وأنا أرفض بنفس الطريقة إعدام الجنرال جانغ سونغ تايك، زوج عمة الزعيم الكوري الشمالي. النظام في بنغلادش وفي كوريا الشمالية (تماماً كالنظام في السعودية) هو نظام لعين، دموي، جاهل.
الآن يجب التمييز بين نمطين مختلفين من التعاطف مع الرموز. عندما توفيّ مانديلا تعاطفنا معه (بطرق مختلفة وأحياناً متناقضة: بعضها ديني، وبعضها إنساني وبعضها عولمي)، ولكننا لم نذهب إلى الآخرين مشيطنين إياهم لأنهم لم يتعاطفوا معه، فمن حقهم الصمت كما تقول الشرطة الأميركية (بل رفضنا منهم تكفيرنا لتعاطفنا معه، ورفضنا منهم منع الرحمة باسم الإسلام: من الواضح أن هنا إسلامات مختلفة في هذه النقطة على الأقل). في مقابل هذا هنالك من يشن حملة على الآخرين لأنهم لم يتعاطفوا مع رموزه هو (حتى وإن كانوا لا يعرفون عنهم شيئاً). إنه ينسى هنا الأممية والمثالية والرمزية والاشتهار (كل هذا معاً) التي هي السياق.
هنالك من يريد أن ينتقم من وضعه (المتقادم) في الركن باعتباره عدو السعادة والمشاعر العامة من خلال متابعة عداوته للسعادة بمتابعة معركته التكفيرية في قضايا مشاعر أقل عمومية. إنه أيضاً يقضي وقته في نشر التلفيق عن رموز غيره ليمنع التعاطف معهم؛ يمكنه أيضاً أن يواصل معركته بنشر التلفيق عن رموزه ليجعل التعاطف معهم قضية فرض عين يمكنه أن يقصف على التخلف عن التعاطف معها. الأدهى هنالك من قضى وقته في الهجوم على رموز البعض وقت وفاتهم وهو الآن يسبهم بسبب عدم الوقوف مع رموزه هو وقت وفاتهم. إنه يُبعد الآخرين بإدانتهم على اختلافهم، ولكنه يعود وينفي الاختلاف مطالباً إياهم بالبكاء معه على قتلاه.
إنه يُريد أن يأكل لحم الرقبة. خبزه جاهز ومرقه ناضج.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق