كرامة_مضيعة_أبدا - لحبيب الشيخ محمد
#كرامة_مضيعة_أبدا| "لا يمكن أن يستمر الوضع هكذا"....،قالها كهل وقور نحيل الجسم، عمره 50 أو 51...أو53 سنة...،عمره بعمر الوطن والدولة الموريتانية!...،"لقد أصبحنا نشبه المتسولين، حين نبحث عن سيارة أجرة لتقلنا إلى العمل كل صباح"..،أردف الرجل شارحا جملته الأولى...،لم يكن ثمة رد إلا من همهمات خافتة، وعيون شاردة غائصة ببعض الألم نحو الآتي والمستقبل.
لم يكن ثمة رد ولن يكون سوى ذلك الذي حدث في نفس الحيز الزمني تقريبا: دركي شاب مزهو بلبوسه العسكري، يقوم بدفعي مع مجموعة مواطنين بكلتا يديه ودون أن نجني ذنبا !...،لا...،كان ذنبنا أننا بسطاء، طيبون، مستسلمون، نبتسم تحت البرد وفي العراء لأننا لم نستطع إنجاز أوراقنا المدنية، ولم يعتذر لنا أحد، ...ونكرر الابتسام في ذل وخنوع، حينما دفعنا الدركي معلنا عن تحكم قانون القوة، ومعلنا لنا بشكل رمزي أن العسكر هم من يحكمون منذ 35 سنة، حتى ولو صدقنا ما يقولونه عن ديمقراطيتهم ومدنيتهم، حتى ولو شاركناهم مهزلتهم الانتخابية تحت أستار الواقعية!!. نبتسم أكثر في انسحاق وخضوع أكثر، عندما تنازلت مديرة مركز الحالة المدنية، لتخبرنا أن "الساحبة ال Canon" ما تزال عاطلة ومتوقفة عن العمل لليوم الثاني!!.
إن كل مملكة "امربيه" لا تحفل بنا، وبحقوقنا، فلا ترسل تقنيا لإصلاح الآلة الهامة !....، ولا يحدث شيئ غير تقليدي، وعلينا أن نستمر في العراء والابتسام الخانع أو....فلنشرب من المستنقعات النواكشوطية إن لم يكفنا بحر الظلمات الأطلسي!!...وو
وهناااك في عمق الحي الشعبي، كانت سيدة عجوز تسير نحو شارع الأمل كاشفة عن ساقيها....،لكأنها كانت تحسب الوطن لجة،....لكننا نحن العائدون لحينا بعيدا عن الأمل وشارعه، نعرف جيدا أن وطننا مجرد صرح من قوارير، ومااااا أضعف القوارير ...
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق