من قصص الفتوة:
وَمِنْ بَنِي مَيْلُودٍ الْمُخْتَارُ٠٠وَكَانَ بِالْعِلْمِ لَهُ اشْتِهَارُ
نَزَلَ مَوْلُودُ بْنُ أَحْمَدَ الْجَوَادْ٠٠ لَهُ عَنِ السَّرِيرِ فِي أَقْصَى الْبِلاَدْ
لَمَّا تَبَادَلاَ الْحَدِيثَ فِي الأَدَبْ٠٠وَفِي الْبَيَانِ وَأَسَالِيبِ الْعَرَبْ
وَقَالَ أَنْتَ بِالسَّرِيرِ أَوْلَى٠٠إِذْ أَنشَدَ الْمُخْتَارُ بَيْتَيْ "لَوْلاَ"
أشار العلامة أحمدُّو بن اتَّاه بن حِمينَّ في هذه الأبيات إلى قصة أدبية مشهورة وقعت بين العلامة الجليل: مولود بن أحمد الجواد اليعقوبي والعلامة: المختار بن ميلود بن المصطفى اليدالي.
والقصة –بدون تحريف- تشير إلى أن المختار بن ميلود هذا لقي مولود بن أحمد الجواد وهما آنذاك في سفر، وجلس معه وتبادل معه الحديث في شتى العلوم وتبين لمولود من خلاله محاورته إياه بأنه على مستوى معرفي نادر، وفي أثناء حديثه معه سأله هل يقول الشعر؟ فأجابه بنعم، فسأله عن آخر ما قال منه؟ فأجاب أنه في سفره هذا بات مع قوم في حيٍّ فجاءت مُغنية تسمى: "منت أحمد لَوْلَ" فبدأت تغني. وصار كل يحاول أن يقول لها شيئا فقال لها هو:
يَا بِنْتَ أَحْمَدَ لَوْلَ الله يَنْهَــانِي٠٠عَنْ حَضْرَةِ اللَّهْوِ لَوْلاَ نَهْيُهُ الثَّانِي
قَلْبَ الْمُنِيبِ إِلَى مَوْلاَهُ مُحْتَسِبًا٠٠لَكُنْـتُ أَوَّلَ آَتٍ أَوْ أَنَا الثـَّاني
فقام له مولود عن السرير اعترافا له وتقديرا لَمَّا سمع هذان البيتان الجميلان.
والمختار بن ميلود هذا من أبرز الأدباء والعلماء في عصره ويضرب به المثل في صدق الفهم وسرعة البديهة، وبالرغم من أن أغلب شعره وللأسف الشديد ضائع فلا زالت هناك مقطوعات جميلة منها على سبيل المثال هذه الأبيات التي يطلب فيها التبغ:
يَا يِنْتَ أَدْرَى عَبِيدِ الْحَيِّ قَاطِبَةً٠٠بِطَيِّ بِيرٍ إِذَا أَعْيَا الْعِبِدَّانَا
وَبِنْتَ أَحْسَنِهِمْ صَوْتًا إِذَا نَطَقُوا٠٠ وَبِالتَّمَايُلِ فِي بَنْجَا إِذَا كَانَا
وَلَيْسَ يَنْفُخُ ظِئْرًا بَعْدَمَا ثَكِلَتْ٠٠إِلاَّ وَغَادَرَهَا فِي الْحِينِ رَيْمَانَا
جُودِي بِرَاشِدَةٍ إِنْ كُنْتِ رَاشِدَة٠٠مِنْ فَقْدِهَا صِرْتُ مُذْ يَوْمَيْنِ حَيْرَانَا
وقد ضمن الشاعر الكبير المختار السالم بن علي المالكي المعروف بالغطمطم بيتا المختار في بنت أحمدلول تضمينا جميلا قائلا:
يَا بِنْتَ أَحْمَدَ هَذَا الْوَجدُ أَضْنَانِي٠٠مَا كَانَ عَنْ ذَا الَّذِي بِي مِنْكِ أَغْنَانِي
بِي مِنْكِ مَا لَوْ غَدَى بِالشَّمْسِ مَا طَلَعَتْ٠٠وَالرِّيح مَا هَيَّجَتْ غُصْنًا مِنَ الْبَانِي
وَالْبَدْر مَا بَاتَ يَجْرِي بَيْنَ أَنْجُمِهِ٠٠وَالْبَحْر أُبْدِلَ زَيدَانًا بِنُقْصَانِي
مُنِّي عَلَيَّ بِوَصْلٍ مِنْكِ أَوْ صِلَةٍ٠٠فَقَدْ تَعَذَّرَ عَنْ هَذَيْنِ سلْوَانِي
وَقَدْ فَعَلْتِ بِنَا مَا لَيْسَ يَفْعَلُهُ٠٠فِي جَانِبِ الله إِنْسَانٌ بِإِنْسَانِي
وَلَيْسَ يَشْفِي فُؤَادِي غَيْرَ زَوْرِكُمُ٠٠وَلَسْتُ عَنْ زَوْرِكُمْ بِالْعَاجِزِ الْوَانِي
لَكِنْ عَلَى الْقَلْبِ مُذْ شَهْرَيْنِ قَدْ وَرَدَا٠٠بَيْتَانِ سُورانِ وَالْبَيْتَانِ هَذاَن
"يَا بِنْتَ أَحْمَدَ لَوْلَ الله يَنْهَــانِي٠٠عَنْ حَضْرَةِ اللَّهْوِ لَوْلاَ نَهْيُهُ الثَّانِي
قَلْبَ الْمُنِيبِ إِلَى مَوْلاَهُ مُحْتَسِبًا٠٠لَكُنْـتُ أَوَّلَ آَتٍ أَوْ أَنَا الثـَّاني"
وقد نسج الشاعر الكبير: محمد ولد أبن ولد أحميدن الشقروي أبياته الشائعة لزوجه عمرانة بنت البان على غرار هذه الأبيات:
وُرْقُ الْحَمَائِمِ إِذْ غَنَّتْ بِأَغْصَانِي٠٠بَانٍ تَشَوَّقْتُ وَجْدًا بِابْنَةِ الْبَانِ
وَإِنْ تَبَيَّنَ بَانٌ مَائِسٌ خَضِلٌ٠٠غَضٌّ يُذَكِّرُنِيهَا مَيْسَةُ الْبَانِي
الْبَانُ هَدَّمَ صَبْرِي مَيْسُهُ وَبَنَى٠٠ شَجْوِي فَلِلَّهِ هَذَا الْهَادِمُ الْبَانِي
قَلْبِي لِعُمْرَانَ لاَ أَصْبُو لِغَانِيَّةٍ٠٠إِلاَّ إِذَا كَانَ لِي فِي الْحَالِ قَلْبَانِي
قُلْبَانِ فِي مِعْصَمَيْهَا هَيَّجَا حَزَنِي٠٠لاَ غَرْوَ إِنْ هَيَّجَ الأَحْزَانَ قُلْبَانِي
رحم الله الجميع
وَمِنْ بَنِي مَيْلُودٍ الْمُخْتَارُ٠٠وَكَانَ بِالْعِلْمِ لَهُ اشْتِهَارُ
نَزَلَ مَوْلُودُ بْنُ أَحْمَدَ الْجَوَادْ٠٠ لَهُ عَنِ السَّرِيرِ فِي أَقْصَى الْبِلاَدْ
لَمَّا تَبَادَلاَ الْحَدِيثَ فِي الأَدَبْ٠٠وَفِي الْبَيَانِ وَأَسَالِيبِ الْعَرَبْ

أشار العلامة أحمدُّو بن اتَّاه بن حِمينَّ في هذه الأبيات إلى قصة أدبية مشهورة وقعت بين العلامة الجليل: مولود بن أحمد الجواد اليعقوبي والعلامة: المختار بن ميلود بن المصطفى اليدالي.
والقصة –بدون تحريف- تشير إلى أن المختار بن ميلود هذا لقي مولود بن أحمد الجواد وهما آنذاك في سفر، وجلس معه وتبادل معه الحديث في شتى العلوم وتبين لمولود من خلاله محاورته إياه بأنه على مستوى معرفي نادر، وفي أثناء حديثه معه سأله هل يقول الشعر؟ فأجابه بنعم، فسأله عن آخر ما قال منه؟ فأجاب أنه في سفره هذا بات مع قوم في حيٍّ فجاءت مُغنية تسمى: "منت أحمد لَوْلَ" فبدأت تغني. وصار كل يحاول أن يقول لها شيئا فقال لها هو:
يَا بِنْتَ أَحْمَدَ لَوْلَ الله يَنْهَــانِي٠٠عَنْ حَضْرَةِ اللَّهْوِ لَوْلاَ نَهْيُهُ الثَّانِي
قَلْبَ الْمُنِيبِ إِلَى مَوْلاَهُ مُحْتَسِبًا٠٠لَكُنْـتُ أَوَّلَ آَتٍ أَوْ أَنَا الثـَّاني
فقام له مولود عن السرير اعترافا له وتقديرا لَمَّا سمع هذان البيتان الجميلان.
والمختار بن ميلود هذا من أبرز الأدباء والعلماء في عصره ويضرب به المثل في صدق الفهم وسرعة البديهة، وبالرغم من أن أغلب شعره وللأسف الشديد ضائع فلا زالت هناك مقطوعات جميلة منها على سبيل المثال هذه الأبيات التي يطلب فيها التبغ:
يَا يِنْتَ أَدْرَى عَبِيدِ الْحَيِّ قَاطِبَةً٠٠بِطَيِّ بِيرٍ إِذَا أَعْيَا الْعِبِدَّانَا
وَبِنْتَ أَحْسَنِهِمْ صَوْتًا إِذَا نَطَقُوا٠٠ وَبِالتَّمَايُلِ فِي بَنْجَا إِذَا كَانَا
وَلَيْسَ يَنْفُخُ ظِئْرًا بَعْدَمَا ثَكِلَتْ٠٠إِلاَّ وَغَادَرَهَا فِي الْحِينِ رَيْمَانَا
جُودِي بِرَاشِدَةٍ إِنْ كُنْتِ رَاشِدَة٠٠مِنْ فَقْدِهَا صِرْتُ مُذْ يَوْمَيْنِ حَيْرَانَا
وقد ضمن الشاعر الكبير المختار السالم بن علي المالكي المعروف بالغطمطم بيتا المختار في بنت أحمدلول تضمينا جميلا قائلا:
يَا بِنْتَ أَحْمَدَ هَذَا الْوَجدُ أَضْنَانِي٠٠مَا كَانَ عَنْ ذَا الَّذِي بِي مِنْكِ أَغْنَانِي
بِي مِنْكِ مَا لَوْ غَدَى بِالشَّمْسِ مَا طَلَعَتْ٠٠وَالرِّيح مَا هَيَّجَتْ غُصْنًا مِنَ الْبَانِي
وَالْبَدْر مَا بَاتَ يَجْرِي بَيْنَ أَنْجُمِهِ٠٠وَالْبَحْر أُبْدِلَ زَيدَانًا بِنُقْصَانِي
مُنِّي عَلَيَّ بِوَصْلٍ مِنْكِ أَوْ صِلَةٍ٠٠فَقَدْ تَعَذَّرَ عَنْ هَذَيْنِ سلْوَانِي
وَقَدْ فَعَلْتِ بِنَا مَا لَيْسَ يَفْعَلُهُ٠٠فِي جَانِبِ الله إِنْسَانٌ بِإِنْسَانِي
وَلَيْسَ يَشْفِي فُؤَادِي غَيْرَ زَوْرِكُمُ٠٠وَلَسْتُ عَنْ زَوْرِكُمْ بِالْعَاجِزِ الْوَانِي
لَكِنْ عَلَى الْقَلْبِ مُذْ شَهْرَيْنِ قَدْ وَرَدَا٠٠بَيْتَانِ سُورانِ وَالْبَيْتَانِ هَذاَن
"يَا بِنْتَ أَحْمَدَ لَوْلَ الله يَنْهَــانِي٠٠عَنْ حَضْرَةِ اللَّهْوِ لَوْلاَ نَهْيُهُ الثَّانِي
قَلْبَ الْمُنِيبِ إِلَى مَوْلاَهُ مُحْتَسِبًا٠٠لَكُنْـتُ أَوَّلَ آَتٍ أَوْ أَنَا الثـَّاني"
وقد نسج الشاعر الكبير: محمد ولد أبن ولد أحميدن الشقروي أبياته الشائعة لزوجه عمرانة بنت البان على غرار هذه الأبيات:
وُرْقُ الْحَمَائِمِ إِذْ غَنَّتْ بِأَغْصَانِي٠٠بَانٍ تَشَوَّقْتُ وَجْدًا بِابْنَةِ الْبَانِ
وَإِنْ تَبَيَّنَ بَانٌ مَائِسٌ خَضِلٌ٠٠غَضٌّ يُذَكِّرُنِيهَا مَيْسَةُ الْبَانِي
الْبَانُ هَدَّمَ صَبْرِي مَيْسُهُ وَبَنَى٠٠ شَجْوِي فَلِلَّهِ هَذَا الْهَادِمُ الْبَانِي
قَلْبِي لِعُمْرَانَ لاَ أَصْبُو لِغَانِيَّةٍ٠٠إِلاَّ إِذَا كَانَ لِي فِي الْحَالِ قَلْبَانِي
قُلْبَانِ فِي مِعْصَمَيْهَا هَيَّجَا حَزَنِي٠٠لاَ غَرْوَ إِنْ هَيَّجَ الأَحْزَانَ قُلْبَانِي
رحم الله الجميع
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق