الاثنين، 13 مايو 2013

أيها الراحل عنا فجأة؛ لقد فهمنا الدرس بعدك جيدا..!


أيها الراحل عنا فجأة؛ لقد فهمنا الدرس بعدك جيدا..!
فهمنا الدرس؛ واستفدنا حِكما كثيرة أخرى... لكن حلاوة الوجد؛ كانت قليلة الغناء أمام مرارة الفقد!...
نعم أيها الأخ الصغير الكبير.. فقد كان الفقد
كبيرا والخسارة أكبر.. فالفقيد أنت، والمفقود خصال حميدة؛ عرفناها فيك.. وشمائل مجيدة عرفناك بها....
لسنا نجزع للموت؛ وإن كان موت عن موتٍ يختلف؛ فليس موت الشباب حدثا عاديا، نمر عليه مرور كرام؛ دون اعتبار عِبرة؛ أواعتبار عَبرة حارة تبرد جوى الحشى؛ ولا تغضب الرب الرحمن الرحيم الرؤوف.
كم هي قاصرة بصائرنا؛ المقتصرة على حدود الحواس.. المقصورة على المحسوس..
حين اكتحلت أعيننا بالحزن عليك؛ أدركنا بوضوح :أنك من قلة؛ أعمارهم لا تحسب بالشهر والسنة؛ بل بالثانية والدقيقة؛ فكنت أكبر من سنك، أنبه من أقرانك، أعقل من أترابك... لقد كنت تعرف أنك لم تخلق عبثا؛ ولم تخلق للعبث. نحن اليوم نفهمك جيدا؛ وليت أنا فهمناك ولات حين مناص..!
لقد عشت حياة الجد بجد، بشوشا حسن الخلق طيب السريرة... فرضي الله عنك وأرضاك.
هذه الحياة كم هي قصيرة؛ لدرجة أن نيفا وعشرين عاما منها لم تكن كافية؛ لتعبر لأخيك أنك تحبه من كل قلبك؛ ويوم يذيب حزن الفقد تثلج مشاعرنا، ويسقي الدمع تصحر عواطفنا؛ نجد حاجزا سميكا من رمل؛ يمنعنا من عناقه؛ والبكاء في حضنه؛ لنخبره :كم نحن نحبه..!
الحياة قصيرة؛ وقد فهم محمد يحيى ذلك؛ فكان خير صديق ونعم الرفيق...
لقد فهمتُ من درسك-خلاف مادرستُ صغيرا- أن الحياة لا تقاس بالوحدات الزمنية المتعارف عليها( الثانية؛ الدقيقة؛ الساعة...) بل قياسه الحقيقي بالأثر الذي نتركه خلفنا على صفحات تاريخ قلوبنا وعقولنا
رحمك الله... ورحم من ترحم عليك.

ليست هناك تعليقات :