الأربعاء، 8 مايو 2013

ذات يوم بائس من شتاء التيه البارد




‏‎Mezid Chekh‎‏


ذات يوم بائس من شتاء التيه البارد عام 2003 الجميل تحديداً الساعة 5 مساءً ، كان عمري حينها 6 سنوات ، كنت ألبس بنطلونا قصيراً و قميصاً لبرشلونا أعتقد و بين شفتاي الذابلتان حلوى من طينة برجوازية .. آنذاك تباع حسب ما أذكر بـ 15 أوقية ، كنت أجلس في عريش لأهل صديق بائس مثلي يسكنون في حيينا الحزين ، كنت أجلس مسنداً ظهري على وتد مصلوب عليه ركن العريش الشرقي الذي سجنني الزمن فيه ذالك الوقت و تحت ركبتي تنام مخدة أتأبط مسدسا بلستيكياً صغيراً أشترته لي خالتي .

في ذالك اليوم الجميل لم أكن أعرف صالحاً و لا العاصي معاوية و لا شي ، كل في ذهني هو المدرسة و القلق القلق لأني متأكد أني سأضرب في الصباح و سأطر في المساء أن أذهب مع صديقي إلى أدغال لَفَاشْ نطارد فريستنا الخَرْوبْ الذي كنا نأكله آنذاك و أوعد للمنزل و قد فاتني مَرْوَحُ الشمس و يضربني خالي .

لما أستويت على عرش اللحظة في ذالك العريش عانق بصري تلفزيون أهل صديقي و كان Noire Blanc طبعاً ، كان التلفزيون مرعباً لديه قرن أكتشفت حين كبرتُ أنه Anten .. كانت أخت صديقي اللتي تدعى مريم تداعب وجنتاه ، يصرخ تارة و تارة يتخذ الصمت خليلاً و في ذالك الجو الجميل لا صوت يعلوا فوق : جَــــاتْ ، ذالك الصوت القادم من بعيد يسأل ، تبتسم مرين و تقول : لا مَـــــــــافات جَ تكايسِ عليِ حركيه ألين نكولك عَنُ ج و هكذا ، شخصيا لم أكن أبالي لا تهمني التلفزة .. أقبل تَنْكْلايتي و ألتفت يمنة و تارة يسرةَ أصابني الملل الذي أحتل العريش بعد ساعة من جلوسي فيه ، وصل أرضي ممتطياً صهوة الضجر نزل من عليها و عانقني .

حين عانقي الملل قلت لمريم ألن يأتي محمود قالت بصوت رقيق : هُوَ رِسْلتُ زينبُ جيبلهَ الشمْ من شُور أطالي ، قلت هامسا في أذن نفس المحترمة هذا البائس لن يأتي إلى بعد صلاة المغرب قد يكون أشترى ما طلبَ منه وأودعه لصديقه الوفي الجَيب ، و بدأ يلعب مع سيد محمد و أولئك الأشقياء على الشارع الأبيض المعروف بِ أَطالِ لبيظْ ، قررت أن أبتسم للسالمة الجميلة اللتي كان عمرها أنذاك أعتقد إذا لم تخني الذاكرة أنه 17 ربيعا ، قلت لها أني سأصلي صلاة الرحيل .. أقتربت مني و حفلُ بَنْجَ تقام فعاليه في قلبي .. ضمتني بعمق و قالت : وني بيك ألينجِ ندور نكول أيجيك , قالت لي قبلني على خدي الأيمن و قبلتها و قلت مرة أخرى هامساً في أذن نفس المحترمة كيف لا يا فاتنة!

هكذا خرجت من عريشهم و ذهبت إلى الدكان و أخرجت له كل ثروتي و اللتي كانت 20 أوقية و قلت له أعطيني نَاتَ و بَلْبَصتيكايتين ، أعطاني رفيقي العامل ما طلبت منه .. بعدها ذهبت إلى المنزل و بدأت أذبح الحلوى اللتي أشتريتها ، شويتها على فرن الهواء و قضمتها على عجل خشية أن يراني أحد أبناء الحي الذين كانوا و أهلهم قمة في الفقر فيحدثوني ببراءة عن الإشتراكية من دون أن يعلموا.!

تحياتي

ليست هناك تعليقات :