بين الدان وابن أوفى
حدث الأديب المختار ولد گاگيه قال حدثني الأديب الكبير عبد الله السالم ولد المعلى قال حدثني الشيخ بن الهلالي رحمه الله عن خاله المختار بن محمد بن أوفى وكان شاعرا مفلقا بالحسانية وطبيبا ماهرا وكان فتىً بمعنى الكلمة وكان من عادته أن يفد في صيف كل سنة على الأمير عبدالرحمن ولد اسويد أحمد " الدان " أمير تگانت فيكرم وفادته ويرفع منزلته ويجزل حباءه ولأن المختار كان كريما على نفس الأمير حبيبا إلى قلبه لما يتحلى به من حسن أدب ورجاحة عقل وكمال فتوة فقد كان
يحرص على أن يبقى معه حتى ينتهي موسم الگيطنة الذي بإنتهائه يبدأ موسم الخريف وفي هذه المدة يجد الأمير الدان فرصته الذهبية فيأخذ إجازته الصيفية مع صديقه العزيز وقد كان الأمير ميالا إلى الأدب بل ويعد من أساطينه في عصره وكان مغرما بالمساجلات والمطارحات خاصة مع الفتيان الأفذاذ فكان الدان والمختار يتساجلان ويلعبان ظامتْ "اصرند " وكان الدان يستشير المختار كطبيب في الأمور الصحية وغير ذلك .
ومرة كانا يلعبان " اصرند " وكانت " حلة " أهل اسويد أحمد تحمل خيامها وامتعتها راحلة إلى مكان آخر وفي هذه الحالة يبقى الأمير وصديقه تحت الخيمة حتى تنزل الحلة فترد لهما جمالا يركبان عليها حتى لايتعبا في الرحيل ، وبينما هما إذ حانت من المختار إلتفاتة استدعت انتباهه فمكث هنيهة وهو ينظر إلى جهة البيت المقابل له والناس يطوون متاعه – والله أعلم ماذا رأى وماذا أعجبه – ولم يرد الأمير أن يسأله وحمل ذلك على إندهاش صاحبه بأثاث الحلة -عن قصد أو عن غير قصد - فقال له : يا المختار "إنزل " فلعلك مارأيت مثل هذه " لمْدَنه " ؟
وكأن حميّة لأهل " الگبلة " أخذت المختار أو فهم من سؤال الأمير تفسيرا متعمدا لإلتفاتة الأديب فلماذا لايظن به ما هو أسمى من ذلك وأشرف وأنسب فقال ببديهة :
إخصارتك فيها أثرك ماگط اسمعت " طلعي " التي أمدح بها أحمد سالم ولد إبراهيم السالم فقال الأمير مندهشا : لا ما سمعتها قط ، فقال المختار : دعنا منها حتى ننزل ونستريح من الرحيل .
وظل هاجس " إطلع " يراود الأمير ويلح عليه ، وحين نزلت الحلة طلب منه أن ينشده فقال المختار : يالدان هذا مدح أمير مثلك ولا يجمل بك أن تتركه يُحكى على " إمبالة " وهي كلمة في الأصل تعني الركوب على الجمل بدون رحل وتستعار للحكاية بدون موسيقى ، فأمر الأمير بإحضار " إيگاون " فركبوا أزوان فلما أخذ منه الحماس بدأ يحكي وماكان إلا ارتجالا فهو لم يسبق له أن قال شيئا إلا أنه وجد نفسه في موقف تحدٍ أملى عليه فقال :
إمن أمير إلّ ما وساكْ = أمير أثرك مول التصوير
بوك أمير امع ذاك أياك = وامْأمّرْ راصك باتگوطير
فاطّايير اعدوك إلَ ذاك = اتگوطير افذاك اطّايير
وساك أمير أُمخلاك = أمير امن أمير إمن أمير
/
من يومن شفتك باصر فيك = لِمارَ يلّ لايفنيك
گالول عنك لمْسميك = أمير إلبيك ألا لخمير
والعگد ءُ بيك إلّ تعطيك = الروم امن المال الخطير
كذبُ ماهُ ذاك إلّ بيك = زلگُ ما صدگُ لمطايير
گلتْ آن عنك لماسيك = أمير ألا بيك اطامير
لمارَ فانباط أهاليكْ = عت أمير إصير امن أمير
/
إمن أمير إل ما وساكْ = أمير أثرك مول التصوير
بوك أمير امع ذاك أياك = وامْأمّرْ راصك باتگوطير
/
وانت بل اشبيع الجياع = والفصلَ والناس الرفاع
وامونك مالك للطماع = ماهْ اتل فازمان اتونطير
واتجر املِّ جيش اصداع = حاكم بين اندر أمقطير
بالفطرَ وارماگ الترفاع = وانياگْ إدرُّ من لعصير
والعدّ والهندْ الگطّاع = واسيوف أكظب واخناجير
والمحصر فيه امن التنواع = إل ما ينعد ابلحصير
البنيَ مُلاتْ التصباع = إل فيهَ بلْ اتميطير
والجحفَه وارواحل لرباعْ = وارواگن وآكل ءُ لخْطير
والرگب والدير ءُ لنساع = والحسك والمنززْ لكصير
والخادم واخيام الصناع = والدندين ءُ حس اتصوفير
وأزوان الحر ءُ لكطاعْ = والوروار ءُ حس اتوروير
أمير ابذ النوع إلَ شاعْ = إعليه أسم أمير أصل أمير
إمن أمير إلّ ما وساكْ = أمير أثرك مول التصوير
بوك أمير امع ذاك أياك = وإمأمّر راصك باتكوطير
فاطّايير اعدوك إل ذاك = اتكوطير افذاك اطّايير
وساك أمير أمخلاك = أمير امن أمير إمن أمير
فأعجب الأمير باطلعْ وزدن من منزلة المختار عنده وحين سمع الأمير أحمد سالم بذلك أرسل إل الأديب المختار بهدية كبيرة عبارة عن " امدَنّه " متكاملة بخيام مؤثثة تأثيثا جيدا .
كامل الود
حدث الأديب المختار ولد گاگيه قال حدثني الأديب الكبير عبد الله السالم ولد المعلى قال حدثني الشيخ بن الهلالي رحمه الله عن خاله المختار بن محمد بن أوفى وكان شاعرا مفلقا بالحسانية وطبيبا ماهرا وكان فتىً بمعنى الكلمة وكان من عادته أن يفد في صيف كل سنة على الأمير عبدالرحمن ولد اسويد أحمد " الدان " أمير تگانت فيكرم وفادته ويرفع منزلته ويجزل حباءه ولأن المختار كان كريما على نفس الأمير حبيبا إلى قلبه لما يتحلى به من حسن أدب ورجاحة عقل وكمال فتوة فقد كان
يحرص على أن يبقى معه حتى ينتهي موسم الگيطنة الذي بإنتهائه يبدأ موسم الخريف وفي هذه المدة يجد الأمير الدان فرصته الذهبية فيأخذ إجازته الصيفية مع صديقه العزيز وقد كان الأمير ميالا إلى الأدب بل ويعد من أساطينه في عصره وكان مغرما بالمساجلات والمطارحات خاصة مع الفتيان الأفذاذ فكان الدان والمختار يتساجلان ويلعبان ظامتْ "اصرند " وكان الدان يستشير المختار كطبيب في الأمور الصحية وغير ذلك .
ومرة كانا يلعبان " اصرند " وكانت " حلة " أهل اسويد أحمد تحمل خيامها وامتعتها راحلة إلى مكان آخر وفي هذه الحالة يبقى الأمير وصديقه تحت الخيمة حتى تنزل الحلة فترد لهما جمالا يركبان عليها حتى لايتعبا في الرحيل ، وبينما هما إذ حانت من المختار إلتفاتة استدعت انتباهه فمكث هنيهة وهو ينظر إلى جهة البيت المقابل له والناس يطوون متاعه – والله أعلم ماذا رأى وماذا أعجبه – ولم يرد الأمير أن يسأله وحمل ذلك على إندهاش صاحبه بأثاث الحلة -عن قصد أو عن غير قصد - فقال له : يا المختار "إنزل " فلعلك مارأيت مثل هذه " لمْدَنه " ؟
وكأن حميّة لأهل " الگبلة " أخذت المختار أو فهم من سؤال الأمير تفسيرا متعمدا لإلتفاتة الأديب فلماذا لايظن به ما هو أسمى من ذلك وأشرف وأنسب فقال ببديهة :
إخصارتك فيها أثرك ماگط اسمعت " طلعي " التي أمدح بها أحمد سالم ولد إبراهيم السالم فقال الأمير مندهشا : لا ما سمعتها قط ، فقال المختار : دعنا منها حتى ننزل ونستريح من الرحيل .
وظل هاجس " إطلع " يراود الأمير ويلح عليه ، وحين نزلت الحلة طلب منه أن ينشده فقال المختار : يالدان هذا مدح أمير مثلك ولا يجمل بك أن تتركه يُحكى على " إمبالة " وهي كلمة في الأصل تعني الركوب على الجمل بدون رحل وتستعار للحكاية بدون موسيقى ، فأمر الأمير بإحضار " إيگاون " فركبوا أزوان فلما أخذ منه الحماس بدأ يحكي وماكان إلا ارتجالا فهو لم يسبق له أن قال شيئا إلا أنه وجد نفسه في موقف تحدٍ أملى عليه فقال :
إمن أمير إلّ ما وساكْ = أمير أثرك مول التصوير
بوك أمير امع ذاك أياك = وامْأمّرْ راصك باتگوطير
فاطّايير اعدوك إلَ ذاك = اتگوطير افذاك اطّايير
وساك أمير أُمخلاك = أمير امن أمير إمن أمير
/
من يومن شفتك باصر فيك = لِمارَ يلّ لايفنيك
گالول عنك لمْسميك = أمير إلبيك ألا لخمير
والعگد ءُ بيك إلّ تعطيك = الروم امن المال الخطير
كذبُ ماهُ ذاك إلّ بيك = زلگُ ما صدگُ لمطايير
گلتْ آن عنك لماسيك = أمير ألا بيك اطامير
لمارَ فانباط أهاليكْ = عت أمير إصير امن أمير
/
إمن أمير إل ما وساكْ = أمير أثرك مول التصوير
بوك أمير امع ذاك أياك = وامْأمّرْ راصك باتگوطير
/
وانت بل اشبيع الجياع = والفصلَ والناس الرفاع
وامونك مالك للطماع = ماهْ اتل فازمان اتونطير
واتجر املِّ جيش اصداع = حاكم بين اندر أمقطير
بالفطرَ وارماگ الترفاع = وانياگْ إدرُّ من لعصير
والعدّ والهندْ الگطّاع = واسيوف أكظب واخناجير
والمحصر فيه امن التنواع = إل ما ينعد ابلحصير
البنيَ مُلاتْ التصباع = إل فيهَ بلْ اتميطير
والجحفَه وارواحل لرباعْ = وارواگن وآكل ءُ لخْطير
والرگب والدير ءُ لنساع = والحسك والمنززْ لكصير
والخادم واخيام الصناع = والدندين ءُ حس اتصوفير
وأزوان الحر ءُ لكطاعْ = والوروار ءُ حس اتوروير
أمير ابذ النوع إلَ شاعْ = إعليه أسم أمير أصل أمير
إمن أمير إلّ ما وساكْ = أمير أثرك مول التصوير
بوك أمير امع ذاك أياك = وإمأمّر راصك باتكوطير
فاطّايير اعدوك إل ذاك = اتكوطير افذاك اطّايير
وساك أمير أمخلاك = أمير امن أمير إمن أمير
فأعجب الأمير باطلعْ وزدن من منزلة المختار عنده وحين سمع الأمير أحمد سالم بذلك أرسل إل الأديب المختار بهدية كبيرة عبارة عن " امدَنّه " متكاملة بخيام مؤثثة تأثيثا جيدا .
كامل الود
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق