
رأيـــتُ في المنام ذات مرة .. أن الفقهاء والشعراء والمهندسين والأطباء والمثقفون وسيدات ورجال الأعمال , والنواب وشيوخ السياسة والحقوقيون وأصحاب المنظمات المدنية والأساتذة والمدرسون
وكل الفاعلين في المجتمع الموريتاني ..
إستيقظو ذات صباح صيفي جميل , واتجهوا جميعا إلى شاطئ المحيط الأطلسي , ثم عقدوا مهرجانا حاشدا أطلقوا عليه اسم (تحقيق الحلم الموريتاني ) .. وأقسموا جميعا على النهوض بموريتانيا
ثم كتبوا ميثاق شرف وطني , أقسموا عليه , وتعاهدوا فيه على بناء دولتهم وتطويرها , وتثقيف شعبهم , ومحاربة العنصرية والجهوية والقبلية والمحسوبية والرشوة , والفسق .. كما قرروا احترام القانون , وجعله فوق الجميع
:
وبعد كتابة الوثيقة وأداء القسم الجماعي .. تقدم رجال وسيدات الأعمال .. فتبرعوا بالكثير من أموالهم .. وتبعهم المواطنون , كل حسب جهده حتى أن بعض الكهلات الموريتانيات قدمن حليهن القديمة من الذهب والمجوهرات ولخرز .. فتجمعت ثروات طائلة من تبراعات الجميع بمن فيهم الطلاب والحمالون
:
ثم تم تقسيم الناس إلى لجان .. وكلفت كل لجنة بالقيام بطوير قطاع معين .. فشكلت لجنة للصحة .. ومهمتها بناء وترميم المشتشفيات وتوفير الأدوية المجانية للمواطنين .. ودعم القطاع الصحي في كامل التراب الوطني
وشكلت لجنة التعليم .. وقد كلفت بمحو الجهل عن كل موريتاني أمي .. وكلفت برعاية ودعم قطاع التعليم وبناء المدارس والمعاهد والمحاظر والجامعات
:
ثم شكلت لجة أخرى مهمتها خلق الإكتفاء الذاتي في شتى المجالات الإقتصادية , وخاصة الأمن الغذائي .. ودعم الزراعة والتنمية وخلق فرص العمل لكل العاطلين والقضاء على ثقافة ذم الأعمال الحرفية في أذهان الموريتانيين
:
وشكلت لجنة .. الإعلام والتحسيس .. وأوكل إليها عمل كل ما من شأنه تثقيف المجتمع بحقوقه وواجباته والعمل على ترسيخ مفاهيم الدولة والوطنية ووحدة المصير بين كافة شرائح المجتمع .. وتطوير الثقافة والرياضة والفن والسياحة ورعاية المواهب ودعم البحوث العلمية لدراسة التاريخ والتراث والحضارة الشنقيطية وكذلك التعريف بموريتانيا ماضيها وحاضرها وعمل المهرجانات والأفلام والرحلات في شتى أنحاء العالم , لتقديم موريتانيا على حقيقتها
:
كل المجالات خصصت لها لجان .. وتم تخصيص ميزانيات ضخمة , لتنفيذ كل هذه المشاريع .. كما تم تشكيل مكاتب للمراقبة .. وإعداد التقارير .. وتقييم الإنجازات والاستفادة من الاخطاء من أجل التحسين في العمل وتفادي المشكلات مستقبلا
وعند نهاية المؤتمر الجماهيري الموريتاني الأول قدم الفنانون الموريتانيون أغنية جماعية موحدة تمجد جهود المجتمعين وتحفزهم على العمل .. وفجأة
:
:
:
:
:
:
صرخ المنبه اللعين في أذني فكاد رأسي ينفجر من قوة صوته .. فاستيقظت من ذلك الحلم الجميل وأدركت أنني بالفعل كنت أحلم .. وأن كل هذا مجرد أمنيات لمواطن موريتاني لا يملك حولا ولا قوة , سوى الأحلام .. والأماني .. لكن أملي في الله كبير .. وأنا على يقين أن أحلام البسطاء ستتحقق يوما .. وستحتل بلادنا ذات يوم مكانتها اللأئقة بها بين الأمم المتقدمة .
:
:
الحالم حسني
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق