Boubecrine Mamy.
محمد ولد عبدي .. قصيدة لن تكتمل!
التأبين محاولة فاشلة لإكمال قصيدة الشاعر الأخيرة التي تبقى عادة على مكتبه، أو في خلده تدور بين الخيال والواقع، أو على نور في وجه حبيبته ، أو حزنا في دمعة أمه أو ابنته ، أقول إنها
تبقى لحظة الرحيل غير مكتملة، لذلك يتكرر التأبين سنة بعد سنة، بقدر عظمة الشاعر وعصيان القصيدة للإكتمال، وإصرار الأوفياء على المحاولة، وهذا هو حال شاعرنا محمد ولد عبدي، الذي حضرت حفلا تأبينيا شاعرا، نظمته اليوم في فندق موريسانتر أسرته الكريمة، حزنا على روحه، وتقديرا لإبداعاته الخالدة.وإذا كان جبران خليل جبران يرى أن الشاعر يولد وفي فمه كلمة لا يلفظ آخر حروفها إلا يوم يموت ، وكأن تجربته تكتمل بذلك، فإنني أقول إن كل شاعر يموت وبين يديه قصيدة لم تكتمل، وربما لايريد لها ذلك، كما هو الحال عند محمود درويش في قصيدته التي توفي عنها ، وهو يتغنى فيها بصوته الساحر من البداية إلى أن أخذته يد الموت قبل إكمالها ، بلازمته الموسيقية الموغلة في الخلود "لا أريد لهذه القصيدة أن تنتهي" وكذلك محمد ولد عبدي الذي يفتح أمامك وأنت تقرأ شعره ينابيع من التأويل، تجعل قصيدته غير قابلة للإكتمال، ففي كل قراءة جديدة أو تأبين جديد تندهش وكأنك تقرأه لأول مرة أو أن قصائده لا تزال طرية وليدة وكأنها كتبت قبل لحظات.
أسرة أهل عبدي الكريمة فتحت باب التأبين، والكرة الآن في ملعب الأسرة الكبيرة، أسرة الشعراء والأدباء والجهات الرسمية ، فهل نحن على قدر التحدي، حتى نحاول مرة بعد أخرى إكمال قصيدة محمد ولد عبدي التي لن تكتمل؟
...............
الصور مع المرحوم تم التقاطها قبل سنة تقريبا في أبي ظبي.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق