الخميس، 25 ديسمبر 2014

محمد لغظف ولد أحمد ‏ المقامة الـزَّيْــنَـبـية:

المقامة الـزَّيْــنَـبـية:
أدخلتني الحكومة ورطة، بتعييني مفوضا للشرطة، فصرت مشغولا بتدخين ميْشي، وتأمين لقمة عيشي، عبر تحصيل الغنيمة، بتشجيع الجريمة.
ثم إني -والحمد لله- حسنت من ظروف المساجين، خشية من "اتعاجين"، فصرت أسرح المحبوس، كلما زادني في تسريح الفلوس. فأطلقهم ليسرقوا وينصبوا، ويعتدوا ويغتصبوا، فيذهبون معتدين ظالمين، ويرجعون سالمين غانمين. وبعد أن مُنحوا هذه الحياة، مدحوني بهذه الأبيات:
مـفـوّضُـنـا نـصوح للشبابِ -- ويفتح للجرائم ألف بابِ
ويُكْرمنا ذهابا في السرايا -- فنرجع غانمين لدى الإياب
يُسلِّح مستميتا من لديهم -- سوابقُ في جرائم الاغتصاب
لِشكوانا يقول "نعم ومرحى" -- وإن يشكُ المواطنُ قال: "مابِ"
وذات ظحواية جميلة، كنت أحدث زميلة، ففاجأني مواطنون بسجين طليق، اغتصب بنتا في الطريق، فرأيته وتذكرتُ ما فات، فإذا به "امَّـيْسَ" عرفات، فصرفتُ المواطنين، وقبّلت السجين في الجبين، ولم ألبث حتى أتتني خلية، من وزارة الداخلية، تبارك وتهني، وترقص وتغني، ووشحتني بعد اختراعي العُجاب، وهو المطالبة بحق السجناء في الاغتصاب، فدشنت تلك المطالبة، وقلت في المناسبة:
اليوم نفرح كلنا بـــبــنــاءِ -- جيل عن الإجرام ليس بــِـنــَاءِ
فعلى الحكومة أن تشيد بنصرنا -- هذا الذي نلناه دون عناءِ
وعلى المُواطن في المَواطِن كلها -- أن يـتـرك الـتـسـدار للـسـجـنـاءِ
عشتم طويلا.


ليست هناك تعليقات :