الأربعاء، 23 أكتوبر 2013

oulay Ely‎‏ مشهد/


‏‎Moulay Ely‎‏
مشهد/

كانت السماء تقطُرُ..ألوانًا من غُروبْ!
و في غمرة تدافع المارّة، بين سيارات التاكسي، كانت حسناءُ خُلاسية، تعبرُ الشارع..تخطو الهُويْنَى في دلٍّ و ثقة، مكشوفةَ الرّأس و الكتفيْن، و الأسودُ الفحمي، ينسابُ من أعلى مُنحَدَر النّهديْن، و يمتلئ عند الصَّدْر، ثم يخفُّ و ينحُلُ عند استدارة الخِصْر، لينداحَ في ارتجاج الحطو؛ منسابًا على الرّدفيْن، إلى مُنتصفِ ساقيْن تختصران الفِتْنة!
شاهقةَ الحُسْنِ كانتْ تخطو؛ فيشهقُ القلْبُ حذوَ خُطاها!
و على جَنَباتِ الشارع ينتثر الباعةُ المُجهَدُون، و تمتزجُ روائح الطّهو، و الثيابِ المُستعمَلة، بروائح عادَم السيارات، و العَفَن!
تختلط جلبةُ المارّة الباحثين على قارعة انتظار عن أي منفذِ عُبورٍ بأيّ ثمن، بصوتِ الأذان. و على جنبِ الرّصيف، تنحرف حافلةٌ في عجلةِ معتوه هائج؛ توشكُ أن تَدهَسَ المارة الواقفين..أتْبُعها بَصَرِي، فألمَحُ على جانبها الأيمن شارةَ الهلال الأحمر!!
داخل التاكسي، كان المذياعُ يبثُّ حديث ولد الدَّدَوْ، عن "بطولات" مروان بن الحَكَم في الإحجامِ عن مُضاجعةِ جاريةٍ في القصر لأول ليلة، و العِبرِ من صبره المثالي!!!
كان الصّمتُ يغشى الركّاب، في التحامِ أجسادهم، منكبًا بمنكب، و ساقًا بساق، مجازًا ملموسًا عن جقيقة طبقية، في ما وراء الملموس!!
تتنهّدُ المدينة...و يبلغُ "الجماعُ الكوْني" (ابن عربي)، ذُرْوتَه؛ فتكتملُ شَهوةُ اللّيل، و يتلبَّسُ بجسده الدورَ، و الأبنيةَ، و الأشجارَ..و الكائنات!

ليست هناك تعليقات :