الصحة والتعليم وأسباب ضعف الخدمات
صباح الخير
الصحة والتعليم وأسباب ضعف الخدمات
أعلم قبل أن أكتب في هذا الموضوع أن هناك من سيعترض لا محالة على ما سأتب ولو جزئيا وهو أنه حتى يفسح المجال في أي مجتمع لحرية التصرف في ما يمس حياة الآخرين لابد من وصول ذلك المجتمع لدرجة من... الوعي المجتمعي تخوله محاسبة المتجاوز قانونيا وانزال الصاعد على ظهر المجتمع بشكل لا أخلاقي وإجبار المتعدي على حقوق المجتمع على تأدية حق المجتمع عليه قبل مصالحه الخاصة فالتعليم الخاص الذي نمى كطفيلي على حساب التعليم العمومي عندنا أصبح وسيلة من وسائل الثراء والتفرقة الإجتماعية وتجذير وتوسيع الهوة بين الطبقات الإجتماعية فللأغنياء مدارسهم والتعليم العمومي للفقراء الأمر الذي يخلق أجيالا طبقية لا تواصل بينها وكأنها من مجتمعات مختلفة وبالتالي يظل التنافر بين الطبقات الإجتماعية فلو دخلت مدرسة حرة في تفرغ زينة لوجد أن أبناء الأغنياء فقط هم من يتعلم هناك ولو وجدت مدرسة عمومية بنفس المقاطعة لوجدتها إما فارغة أو بها أبناء الفقراء الشيء الذي يخلق فصلا طبقيا لا تخطؤه العين أما معلمي وأساتذة التعليم العام فهم حاضرون في التعليم الخصوصي دون تغيب دقيقة في حين أنهم غائبون تماما أو جزئيا عن التعليم العام الذي يتقاضون عليه رواتب من الدولة وكوارث الغياب والإهمال أكبر في الأرياف وآدواب والقرى النائية.
أما الصحة فحدث ولا حرج الأطباء غائبون والتسويف في المواعيد ديدنهم حتى يموت الميت ويحى من أحياء الله ثم نقوده في العيادات الخاصة التي أصبحت منتشرة حتى في المدن الداخلة حيث يحرص ملاكها على التغيب عن المشافي والمؤسسات الصحية العامة رغم تقاضيهم للرواتب من الدولة كالمعلمين والأساتذة والحرص على التواجد وتقديم الخدمات في العيادات الخاصة المملوكة لهم.
وفي كلتا الحالتين تقف الدولة لا مبالية أو عاجزة عن كبح جماح جشع هاؤلاء وأولائك.
والحل في نظري هو آخر العلاج الكي أو القطع اقتلاع التعليم والطب الخصوصيين حتى يصل المجتمع إلى النضج الإجتماعي الذي يسمح بهما أو إصدار قانون يحرم على مظفي الدولي في القطاعين العمل بالقطاع الخاص ووضع أولائك العمال في ظروف ملائمة تمكنهم من الإمتثال لذلك القانون. والضرب بيد من حديد بعد ذلك على المخالفين.
طاب يومكم
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق